لا تكن فاترًا
ندخل هذا الأسبوع في عام جديد يطوي منا تاريخًا لن يعود ويفتح أمامنا أبوابًا للأمل والنشاط والعمل.
والشاب عندما يعرض لحياته في العام الماضي يجد بلا شك محاسن ومساوئ، أو بالأحرى يجد الإصابة والخطأ، وهو لذلك يجدد عزيمته على أن يسلك السلوك السوي الذي يرقى به في العام الجديد.
فليعقد كل شاب عزيمته للعام الجديد على أن يقلع عن عادة سيئة لسيتبدل بها عادة حسنة، سواء أكانت هذه العادة في لغته في الحديث المهمل الذي يحفل بالكلمات العوراء أو النابية، أو في الهندام الذي تنقصه الأناقة، أو في قضاء الفراغ الذي يمتلئ بالعبث واللهو، أو في التصرف الاجتماعي الذي تأخذ فيه الخصومة مكان المصالحة.
وليعين الشاب، كتابة، هذه العزائم، واحدة بعد أخرى كأنها دين عليه يجب أن يفي به شهرًا بعد شهر.
يجب أن يقرأ الكتب الرصينة، وأن يختار الكاتب الذي له دلالة ومغزى، دون الكاتب الذي يتسكع ولا يهدف إلى غاية، ويجب أن يقاطع هذه الغوغاء من المجلات التي تخاطب غريزته الجنسية، ويجب أن يسأل ويتعلم علمًا جديدًا، أو يتعرف إلى المشكلات العالمية، ويجب أن يثقف جسمه وذهنه حتى تنضج شخصيته، فيجد في هذا النضج السعادة لنفسه والاحترام والحب من غيره.
ويجب أن يعيش في حماسة وغلواء، حتى تتوهج شخصيته، وتدفأ، وتبعث النشاط في جميع من يتصل بهم، ولن يكون هذا إلا بالاهتمامات التي تحتاج إلى دوام اليقظة، والاشتغال بالمشاكل الاجتماعية والسياسية والعالمية.
أيها الشاب، لا تكن كذلك الجامد الفاتر الذي وصفه الإنجيل بقوله: «ليتك كنت حارًّا أو باردًا، ولكن؛ لأنك فاتر، فأنا مزمع أن أتقيأك».
يجب أن تكون حارًّا، تعيش في حماسة وغلواء تهتم، فتفكر، فتنشط، وليكن هذا برنامجك للعام الجديد.