قصة الميَّاسة والمقداد
مِن أشهر السِّيَر الشعبية العربية التي تناقَلَتها ألسنةُ العرب قديمًا قصةُ «الميَّاسة والمقداد»، وهي رائعةٌ من روائع قصص العِشق المَلحمي، تَتخلَّلها بعضُ الأبيات الشعرية. بطلُ القصة هو «المقداد» راعي الخيل والإبل الذي شبَّ وأصبح مِن فرسان العرب الشجعان، وهو ابنُ عم «الميَّاسة» التي اشتُهِرت بجمالها الأخَّاذ. وكان خبرُ جَمالها قد ذاع بين قبائل العرب، وشجاعتها أيضًا؛ فقد كانت تصارع الفرسان المغاوير الذين تَقدَّموا لخِطبتها من أبيها، ووصل بها الأمر عندما جاءها سادةُ قريش يَطلبون ودَّها، أن اشترطَت ألَّا يَملك قلبَها سوى مَن يَغلبها في المبارَزة وميدان القتال. استطاعت «الميَّاسة» أن تَهزم كلَّ مَن بارزت من فرسان قريش، وعندما وصل الخبر إلى «المقداد» استعار فرسَ خاله وسيفَه ورمحه، ونازَلها في معركة طويلة تَكسَّرت فيها الرماحُ وأنصالُ السيوف، حتى هزَمها «المقداد»، فطلبت من أبيها أن يُزوِّجها من هذا الفارس المِغوار، ولكن هل قَبِل والدها بذلك؟ هذا ما سنَعرفه في هذا الكتاب الشائق.