الدمعة الأولى: دموع على حائط مبكاي
قلت للصوت الصديق الذي دعاني للمشاركة في العيد الفضي ﻟ «الآداب»: أنت توقظني من نومة أهل الكهف، منذ سنين وأنا غارق في بحر السواد والاكتئاب، منذ سنين وأنا جثة تأكل وتمشي وتنام وتضحك أحيانًا، وتثرثر بالحكمة، تنكر الصوت الخارج منها، وتضيع في المتاهات بحثًا عن هويتها. طمأنني وألح عليَّ. قلت سأكتب بكائية، وسأرثي نفسي وشبابي! سأفعل ما فعل الشاعر العربي الذي نعَى نفسه (ذكرت اسمه ونسيته الآن) قال: افعل. قلت: أليست قلة ذوق أن أنصب مأتمًا وسط أفراح العرش؟ هل كُتِب علينا أن نبكي طوال العمر؟ ثم فكرت أن أقيم حائط مبكى عربيًّا أدعو إليه الأحباب. فكرت أن أهتف بالقراء: دعونا نبكي، فنحن أولى من أعدائنا بالبكاء، فدموعنا على الأقل ليست دموع التماسيح، وذنوبنا في حق أنفسنا أثقل من ذنوبهم عبر التاريخ، لكنني وجدت من الغرور أن أدعو غيري للبكاء، ولن يغفر لي أحد أن أسقط ذنوبي عليه، أو أعمم اتهام الذات — وهو في حد نفسه لا يخلو من الزهو والتبرير — على عشرات من جيلي أنا أول من يحبهم ويقدرهم، ولا يقارن نفسه حتى بالتراب الذي تدوسه أقدامهم. فلأذرف وحدي دمع العين على حائط مبكاي. وليغفر ثرثرتي القراء، وليتسع الصدر لاعترافٍ جاء بعد خمسة وعشرين عامًا، هي في النهاية عمري المسفوح في دم القلم. وهل كانت «الآداب» طوال هذه السنين إلا حائط مبكانا الذي تلقى بالحنان دموعنا، وفتح صدره لصراخنا واحتجاجنا وتجاربنا الساذجة، التي ضاقت بها بلادنا؟ هل كانت إلا المهجر والملجأ للثائر والمتعب والباكي؟
في دمك «صوات» الندابة القديمة، شجن المغني الأعمى على القيثار، أحزان إيزيس الثكلى وأحفادها الذين تترنم بهم الرباب والمواويل، أهو القبر والتابوت الفرعوني الذي لم تستطع الفكاك منه (من عجبٍ أنه يتسع للنكات والضحكات، إن السياح يقصدون طيبة، وقاعة المومياآت في المتحف المصري، ويغفلون عن القبور والتوابيت والمومياءات الحية!) أهو سجن العمر الموروث؟ وهل كانت كل كتاباتك لطمًا في مأتمك الأزلي نصبته «دمعات» الربة، لكن نسيته؟ ها أنت ذا بعد آلاف الصفحات وآلاف الليالي الوحيدة، تدرك فجأة أنك لم تخرج من التابوت، ولم تستطع أن تزحزحه؛ لأن الأجداد صنعوه من ضلوعك.
تفتح عينيك فجأة — بعد فوات العمر — فترى الكتب تحيط بك، سورًا شائكًا غرسته بنفسك، فحرم عليك بستان الحياة. صوَّر لك الوهم أن الحياة كتاب، وأن الكتاب حياة، لم تَدْر إلا وقد أصبحت مجلدًا يمشي على قدمين، ينطح صخر الواقع بأحلامٍ ليست هي أحلامه، عند أول ريحٍ تطايرت الأوراق. عند أول صدمةٍ غرقت كما غرق تراث أجدادك في مياه دجلة والبحر الأبيض. فتشت عن طوق النجاة. آه لو كنت كتبته! كتابك أنت لا ما نقلته عن الآخرين. لربما كان أغاثك، أو خف إليك كقارب نجدة.
يا نوح العجوز! لا عاصم اليوم من الطوفان. يا نوح، لِمَ لَمْ تصنع سفينتك؟ دموعك الآن هي الطوفان. فالجأ قبل فوات الوقت إلى حائط مَبكاك، لكن حاول أن تبكي بدموعك أنت، أن تتعرَّى في الريح أمام المكتبة المحترقة، أقم الحائط وابك عليه، فلعلك يومًا تتطهر.
•••
لم غربت وما شرقت؟ لم تبعد دومًا عن نفسك وعلى من تلقي الذنب؟ الطفولة كانت قاسية. الزمن اشتد عليك. طوفت بكل الآفاق وها أنت تعود، الابن الضال يهرع نحو أبيه؛ ليغرق كفيه بدمع التوبة، لكن الأب مشلول، فقد الذاكرة، ونسي الابن. وهو الآن تراب يرقد في حضن تراب، والابن التائب يصرخ: لم تتركني؟ (عنوان رواية تدور في عقلك منذ سنين. لِمَ لَمْ تبدأها بعد؟) أما كان الأولى من رحلة الشعر (ضيعت في كتابٍ واحدٍ عنه ست سنين)، حبست شبابك في سجنٍ لا تدخله إلا أوزان الشعر وكلماته، هل كان الأمر يساوي هذا الجهد؟ أم أنك تهوى دومًا أن تلعب دور ضحية، حتى لو كان الجلادون هم الشعراء؟! هل هي مأساتك وحدك؟ أم كان الأولى من هذه الرحلات أن تعلم أميًّا واحدًا؟ وهل تنسى أن أمك ماتت وهي أمية، تذكر تعبك أيامًا وأسابيع لتُحفِّظها إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ.
•••
وهبطت إلى المتاهة كما هبط ثيسيوس (يا للأسماء الصعبة، لو كنت أدرى بتراثك لوجدت أسماء أرحم!) متاهة الحكمة التي ضاعفت حماقتك. في كل ركنٍ عجوز أشيب ثرثار، وخيوط المذاهب كثيرة ومعقدة، تخرج من نسيج عنكبوتٍ لتقع في نسيج عنكبوت، من طاليس إلى هيدجر وأنت تقرأ وتتابع، تجعد الجبين واكفهرت الملامح، والشعر شاب فرق السالفين، وأنت تتحمس لكل رأي وتتأثر بكل صوت، تفرق نفسك على خبزهم الجاف لكي يبلعه الناس. يقولون لك: أنت تكتب الفلسفة بقلب شاعر. هل يعزونك أم يجرونك من أنفك كما جر فاوست تلاميذه عشر سنين؟ سموه الأستاذ، وسموه الدكتور، فاكتشف أنه ما يزال هو الأحمق المسكين، وأننا عن معرفة أي شيءٍ عاجزون! وها هم يسمونك الأستاذ، ينادونك حضرتك وسيادتك (لكن من يقف بجوارك؟ من يشعر بك؟) هناك تجلس كصنم بوذا المسكين بين جدرانك الأربعة أبكم أخرس كالبوم. ويرونك — حين تناقش أطروحة — في مسوح الحكماء المملين. ويثرثر صوت يخرج منك فتنكره حين تفاجأ به. وتود لو أنك تخرج من جلدك، تدخل جسدًا آخر — أبهى وأصح — أو أن تجري عريانًا كالمذعور، لكن الدور يمثل فوق المسرح. سيظل يمثل، حتى تنفجر وتخرج منه إلى قبرك أو للنور. (أيتها العين الواسعة السوداء. تابعت صعودي نحو الواحد وأنا أقرأ أفلوطين. هل أحسست بأني أتمنى أن ألقى السلم كي أصل إليك؟) وتكتشف أنك تورطت، أنت ونحن وهم متورطون، تورطت في جسدٍ فرض عليك، في عصرٍ وبيئةٍ لم تخترهما. يقولون وتصدقهم أحيانًا: مصيرك بيديك، فاقبض عليه! قارب حياتك من صنعك، فوجه دفته بنفسك، في هذا الزمن وجدت وهذا الركن من العالم؛ فواجه الموقف وتحدَّ المشكلة! وتدق كلمات التحدي والكفاح وسائر الطبول الضخمة. وحين يجن الليل تقول: أنا مع ذلك في ورطة! وتناجي نفسك: لو خيرت لكنت اخترت، أن أصبح شجرة، أو أتقمص قطة! (فالشجرة تلقي ظلًّا، للتائه والحيران، تعطي خشبًا للبردان، فاكهة أو خبزًا أخضر للجوعان، والقطة متوحدة، متكبرة تعشق سر الأنجم والكتمان) وتكتشف أنك ضيعت الخيط. و«أريادنة» لم تمسك بطرفه ولم تنتظرك يومًا على باب المتاهة. (أصبحت الآن أمًّا لثلاثة أطفال. هل تتذكر جوع القلب وذل العين؟)
وتواصل ثرثرتك ودموعك تجري في صمت. والسنة الدراسية على الأبواب، وعينك داخل المتاهة تبحث عن حائط مبكاك.
•••
وتجيء الموجة في طوفان الجري وراء الخبر المر مغموسًا في أوعية الملل، اليأس، القبح، الذل. واللحظة لا ترجع أبدًا. أهي فكرة ثابتة تنام على فراشها المريح؟ عزاء وتبرير؟ هل تخدع نفسك؟ تضع الدرع البراق على جثة فارس؟ كي تستمتع بالحرية خلف السور الشائك؟ تتلذذ ببكائك في كهفك؟ يا للأوهام السهلة! سهل أن تتهم النفس، تعذبها، فالتعذيب شريعة هذا العصر، لكن الفاجعة أمر، والمحنة أكبر من مشكلة الحب، فلكم أحببت وجربت. حاولت أن تكون البرجوازي الصغير — من يملك أن يخرج من جلده أو يتخلص من ظله؟ — تقرأ الجريدة، وتتابع أخبار النجوم والأغاني الجديدة، تحرص على مسلسل الإذاعة والتلفزيون، تتحسر على أيام الخير، وتقول مع ذلك: غدًا يتحسن كل شيء — لكنك لا تدري كيف؟ — ومثله وضعت الخاتم في يدها (وضعته مرتين في يدين، أبرأت ذمتك ككل مواطن صالح يؤمن بالله والوطن)، وعندما أردت أن تضع يدها خلصتها منك. كانت مع الآخر ترقص وتأكل من الشجرة المحرمة — على آدم المسكين وحده — كنت مملًّا والكتب مملة. وجه الحكمة لا يلمع مثل وجوه العملات الصعبة، والأخرى كانت أذكى وأمر. داعبت الطفل الراقد فيك وسرت منه. أخذت منه الذهب المشرى بعرق العمر. يا من تتلوى في محراب الفكر، أحرق كتبك قبل فوات العمر. اربط ربطة عنقك، واسمع آخر أغنية فيما يطلبه المستمعون، واذكر حين يجن الليل، أنك وحدك، وحدك كإله الصمت كوحشٍ مجروح. وحدك تتألم وتموت، حتى لو كانت في أحضانك ملكة تدمر.
واحمل حائط مبكاك إلى القبر.
•••
اللحظة ضاعت. (هل يتسع العمر لعودتها؟ هل يرجع دولاب الزمن الدوار فتظهر لك، تبتسم كنجمٍ صافٍ خلف سحاب الدمع؟) عبثًا تجمع عنها أكوام المعلومات، تشغل نفسك بالزمن القاسي. ها أنت تحاضر عنها منذ سنين. تهتف أحيانًا: ما دام القلب يدق فلا يأس؛ فاللحظة فاكهة تنضج في موسمها، حين يحين أوان النضج. اللحظة — سر الوهج الخالد تحت تراب الفنانين — تحتاج لمروحة الشمس وأجنحة الريح وأنفاس المطر، سنين بعد سنين. لا تيأس أبدًا، حين تزيد المحنة يأتي المنقذ. (عنوان كتاب عن أفلاطون! هذا المنقذ سيغادر كهفه، يترك كهف الأشباح، ويصعد للنور الحق. فمتى يخرج منه؟ أم خرج ولم يرجع بعد؟) تهتف بقلوبٍ بكر: عيشوا اللحظة! لحظة الحسم والقرار والاختيار. لحظة التحدي والفعل الحر، بها يواجه الفرد نصيبه، والشعب قدره. من يخذلها، يهرب منها، من يحجم عنها يبقى مدحورًا أبد الدهر. هذا قانون الزمن وسر التاريخ. من يتحدَّ الموت يعش! من يحيَ الموت يكن! كلمات ضخمة.
أحيانًا تتجسد، تتحقق، تنقذ فردًا أو شعبًا يغرق. احمد ربك أنك عشت اللحظة. لحظة عَبَرَ أخوك الجندي إلى سيناء. ما أعظمه وهو «يكرر» صيحة «بدر»! ما أكرمه وهو يلف حزام البارود على جسدٍ أضناه الفقر؛ كي ينسف — باللحم الدافئ — درعَ حديدٍ متكبر. هل تتكرر هذه اللحظة في سيناء وغزة والجولان؟ هل تنقذنا إلا لحظات الحسم الحر؟ أم نشغل عنها، نهرب منها، نستثمرها في شيكاتٍ وشعارات، في المستورد والبوتيكات، في أفلامٍ أو حلقات، في الجشع الذاهل عن لحم الجندي المسكين؟
أخشى ما أخشاه الآن: أن تأتي اللحظة، وأنا أحتضر وألفظ آخر أنفاسي. أن تتقدم مني كالعذراء وتهمس: هل تذكرني؟ وأذكر عندئذٍ أنني نَسيتُ. إني لم أكن أنا نفسي. يقول قائل يعزِّيك: ومن الذي حقق نفسه؟ أين الذي رضي عنها؟ حتى الذي أنجز الأعمال الكبرى، في الفن أو الحياة، هل رضي عن نفسه؟ وربما قلت لنفسك: حقًّا لم تتم عملًا كبيرًا، ولكن آلاف الصفَحات التي كتبتها — يا للذنوب الثقيلة! — لا تخلو من أنفاسك، ترجمت كثيرًا، وأنكرت نفسك. أليس هذا عطاء؟ ألم تعش وتجرب كل كلمة وسطر؟ وا أسفاه!
الطيبة جنت عليك. (في أيامنا يسميها الكذابون ضعفًا، كما يعدون الرقة عجزًا والوداعة والأدب جبنًا) البراءة والنقاء ظلماك (وكل ما فعلت أن حاولت البقاء نقيًّا أبيض مهما خضت المستنقعات). فنيت فيما كتبت ونقلت (صادقًا تقول: ما أقله وأهون شأنه! كم كانت هناك أعمال أخرى أجدر وأهم!) حتى أوشكت أن تتقمص أرواح الذين شغلت بهم. أسروك حتى كدت تصبح صدًى لا صوتًا، نسخةً لا أصلًا. أكانت «شهامة» وأداء واجب، فريضة لغة بادرة شاءت المصادفة أن تطرق باب حضارتها وأدبها. ولِمَ لَمْ تستطع الجمع بين هذا «الواجب» وواجب آخر أكبر منه؟ أهو ضعف الحيلة، قلة الهمة، غباء الطبع، ذل الخبز اليومي، لذة الانبهار بالآخر والغير، غرور التلويح به في وجوه الآخرين؟ ربي، ماذا كان الأمر؟
المسألة — كما قيل بحق — نسبية، والغرور لم يبلغ بك أن تصدِّق الثناء. (في النهاية: ماذا تقوى الكلمة أن تفعل في مجتمعٍ متخلف؟)
قاسٍ عليك الزمن، كان الزمن قاسيًا، عشت الزمن الأسود، الضوضاء حاصرتك، والإزعاج طوَّقك وأطبق عليك. (ألهذا آويت لكهفك، وجعلت تراث الإنسانية منفاك؟) الجهد كان قليلًا والحيلة ضعيفة، الشعارات تنطلق وتدوي، رياح الجديد والغريب تعصف، الانبهار بالموضات والعجائب يذهل النفس عن ذاتها (أنت أيضًا شاركت فيه، هل تقبل توبتك الآن؟) البطولات الزائفة والصيحات الكاذبة وتعليمات كهنة الأيديولوجيات «ينبني ويجب ولا بد» سحقت براعم المواهب المتفتحة، وشتتت أوراقها، وأرعبت عصارتها الحية، وسلطت عليها سموم الإدانة (بعضها سكن، بعضها اتجه للمسلسل والتلذذ بطعم الدولار، بعضها لاذ من جحيم الضوضاء إلى قاعات الدرس، أقلها نجح وصمد وأبدع أعمالًا لا يبدعها إلا الصبر).
هنا أجد نفسي أمام عمل يكشف لي اليوم — وبعد كتابته بحوالي عشرين سنة — عن معانٍ وإيحاءاتٍ جديدة. شأنه شأن كل فنٍّ عظيم، أجد نفسي أمام فنان لم يكف عن التجربة والريادة والمغامرة، هو بالنسبة لي (وربما لكثيرٍ من جيلي، وإن كنت لا أحب التعميم ولا التورط في الكلام نيابةً عن أحد) منارة شامخة ترسل ضوءها الهادئ لسفينة المصير العربية، ولقوارب المواهب الصغيرة التي تتلمس طريقها في الظلمات. هذا رجل عرف نفسه، سر قوته. كجبل المقطم بقي صامدًا يطل — بحبه وحزنه الجليل — على المدينة العتيقة المضطربة بالفقراء والمقهورين والمتسولين والفتوات. كتب ما كتب ليمحق الفقر والقذارة والتسول والطغيان؛ لتختفي الحشرات والذباب والنبابيت. وبشرنا بالسحر، العلم ليخلصنا من قهر الفتوات وكذبهم. الفتوات في كل مكان، فهل آن أن يختفوا؟ ومن الزيف والبطش والدجل، وهو في حكايات الرباب كما هو في دعاوى المتبجحين وبلاغيات الهتافين، حتى كدنا نحن العرب أن نصبح ألفاظًا تمشي وتأكل وتنام. هل نقرأ هذا العمل من جديد؟ وهل نأمل أن نحاول قراءته بعيدًا عن التشنُّج والخوف؟ هل ندرك الآن أنه كان رؤية بصيرة لتصحيح الثورة، ومحاولة للمزج بين العقل والوجدان أو بين العلم والإيمان، الذي أصبح الآن كلمة على كل لسان؟ هل نطمع في قدرٍ كافٍ من الحرية الظاهرة والباطلة التي تسمح للأديب بتناول مادته من التاريخ الديني أو الأسطوري، فيتصرف فيها كما يشاء له فنُّه وضميره (والفنان الحق ضمير العالم، ميزان التاريخ)، مثلما يحدث في كل بلاد الله، فلا يُرفع أصبع اتهام، ولا يُجمح قلم، ولا يتطاول لسان ثرثار؟