نقوش من ذهب ونحاس
«وفي لحظةٍ ينهار هذا الأمن ولا يَبقى من عدلي إلا أنه مات، يكفي هذا! وسُنة الحياة أن يَدفِن الابنُ أباه، وويلٌ للآباء، أو قل إن شئت، ويلٌ للحياة كلها إذا اختلفت هذه السُّنة، فدفَن الأبُ ابنه!
ينسى زكريا كلَّ شيء إلا أن ابنَه مات، فتصبح مَسالك الحياة أمام عينه مهوَّشةً شائهة لا معنى لها.»
عبر ثلاثةِ أجيال يقدِّم الكاتب الكبير «ثروت أباظة» تفاصيلَ حياةِ طبقةٍ اجتماعية رفيعة حازت قدرًا وفيرًا من الثقافة والسُّلطة والمال، وحرصت على الألقاب الاجتماعية مثل «البك» و«الباشا». فمن خلال الجيل الأول الذي يُعاصر فترةَ الملَكية، يُبرِز كاتبنا الكبير طبيعةَ العلاقات الاجتماعية لهذه الطبقة، وحِرصَها على الثَّراء والحصول على لقب الباشَوية، كما يُنبِّه إلى الدَّور الحيوي للأب في حياة ابنه، وكيف يؤثِّر غيابُ هذا الدور على حياة الابن. يَشهد الجيل الثاني ثورةَ يوليو، وما تَبِعها من قوانين الإصلاح الزراعي الذي كاد يَقضي على هذه الطبقة، إلا أن التلاعُب بالقانون ينقذ جُزءًا كبيرًا من ثروتها. أمَّا الجيل الثالث فهو الذي تُفتَح عيناه على هزيمة الخامس من يونيو عام ١٩٦٧م، وما تَبِعها من تقديرٍ لقِيمة الوطن.