الفصل الخامس والعشرون
قال شهاب: اليوم نعود.
– نعم نعود.
– لقد انتصرتْ مصر.
– إني أحسُّ أن أمي التي ماتت ذهبت إلى الأبد، وعادت لي أمٌّ جديدة شريفة مثل هذا الانتصار؛ أمٌّ لا صلة لها بتلك التي تشرَّدْنا لنبتعد عنها.
– هناك أبونا.
– لعلنا نجده قد تغيَّر.
– لا أظن.
– وهل كنت تظن أن مصر ستنتصر؟
– اسمع، لماذا لا نتغير نحن؟
– كيف؟
– إن أبانا لم يشعرنا أنه يحبُّنا.
– فهل أشعرناه نحن أننا نحبه؟
ونظر باسل إلى أخيه طويلًا، وراحت ابتسامة تنداح على شفتَيه، لتعلو إلى وجنتَيه ثم إلى جبهته، وخُيل إليه وهو ينظر إلى أخيه أنه كأنما ينظر إلى مرآة، ولف الأخوَين عبير مصري، له ذلك الأريج الخاص الذي لا يعرفه إلا من نبَت في أرض مصر ومن ماء النيل، ترنُّ في أذنيه منذ ولادته: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.