الأفعى
أجيبيه أني ما أزال مقرَّبًا
بنفسي إلى نجم يقال له الشعرَى
وأنيَ لم أنسلَّ في سرَب الدجى
بغاءً لألقيه على دَعَري سترَا
ولم أغشَ أخدار النساء من الكوى
فأجعل سيَّين المغارة والخدرَا
وما رغت من زوج فدارجته على
ولائي وفي هذا الولا بغيةٌ نكرَا
فلما قطرتُ الصدق خبثًا بصدره
قطرت له في نسله قطرةً أخرَى
•••
أقول لها أعراق زوجك لم تزلْ
وفي قلبه عطفُ الأبوة لم يبرَى
ولم يبرَ إحساس الرجال بصدره
فحبك يجري منه في الجهة اليسرَى
أقول لها ثوبَ العفاف تذكري
ففي ساعة الإكليل لم يك مغبرَّا
لبستِ رداء العرس أبيضَ ناصعًا
فمن أين جاءت هذه اللطخة الحمرَا؟
•••
رسائلك الحمقاء أصبحن في يدي
أُعيذك بالشيطان من هذه البشرَى
لقد أيبس التكفيرُ أزهار عهرها
فسلَّمَتِ المجنون أحلامك الخضرَا
لقد ندمت، لكن سترجع، إنني
لمحت عليها من ندامتها طمرَا
ستملكها ما شئتَ بعدُ فلا تخفْ
وتمتصها حتى تصيِّرها قشرَا
ستحفر مصقول الرخام بجسمها
شفاهك حتى تبرز الأعظم الصفرَا
ستمزج بالسم الذعاف دماءها
لتجعلها للموت مصلًا فيجترَّا
وترمي بها في حمأة الويل والخنى
سُقاطة عار تلهم الخوف والذعرَا
أجلْ سيراك الليل بعدُ تضمها
ويبصرك المصباح تعصرها عصرَا
وسوف ترى فيك المآثم نعجةً
قد التصقت في بطنها حية سمرَا
ستملكها ما شئت بعد فلا تخف
فإن ابنها لمَّا يزلْ يجهلُ الأمْرَا
صغير بريء العين يرضى بلعبة
فيرقد مغبوطًا بذي الهِبَة الكبرَى
ينام ولا يدري بأن سخافةً
تلهَّى بها كانت لموبقة سعرَا
١٩٢٩