الثياب
ثمَّ قال له الحائك: هات حدِّثنا عن الثياب.
فأجاب قائلًا:
إن ثيابكم تحجب الكثير من جمالكم، ولكنها لا تستر غير الجميل.
ومع أنكم تنشدون بثيابكم حرية التستر والانفراد، فإنها تقيدكم وتستعبدكم.
ويا ليت في وسعكم أن تستقبلوا الشمس والريح بثياب بشرتكم عِوَضًا عن ثياب
مصانعكم؛
لأن أنفاس الحياة في أشعة الشمس، ويد الحياة تسير مع مجاري الرياح.
يقول بعضكم: «إن الريح الشمالية دون غيرها قد حاكت الثياب التي نلبسها.»
وأنا أقول لكم: «نعم، إن الريح الشمالية قد فعلت ذلك، ولكن العار كان نَوْلًا
لها، ولدونة العضلات كانت لها خيطًا.
وعندما فرغت من عملها ضحكت منكم وهي تعصف في قلب الغاب.
ولكن لا يغرب عن أذهانكم أن الحشمة هي ترسٌ منيعٌ متينٌ للوقاية من عيون
المدنسين.
فإذا زال المدنسون من الوجود، أفلا تصير الحشمة قيدًا للفكر وتلويثًا له في حمأة
العبودية؟
لذلك ضعوا نُصْب عيونكم أن الأرض تبهج بملامسة أقدامكم العارية، والرياح تَتُوق
إلى ملاعبة شعوركم المسترسلة.»