ما يُعَمَّر ولا يموت في هذه اللغة
بلغت هذهِ اللغة عمرًا، يجوز أن نسميهُ «الكهولة»، وهو العمر الذي تكتمل فيه قوى الحي الداخلية والخارجية، فيتمكن صاحبها من أن يدفع بها أعداءَ حياتهِ من أي جنس كانوا، ومن أي طبقةٍ.
فلقد مرَّت مئات من السنين على هذه اللغة، وبلغ المتكلمون بها كل غاية ومدًى، حتى لم يبقَ لهم إلا أمر واحد، هو الاحتفاظ بما وقع في أيديهم، وأنْ لا يُساء التصرف فيه، وإن كان قد مات من هذه اللغة شيء لا يُقدَّر في سابق العهد، فلقد وقع في أوانٍ كانت العوامل ضعيفة وغير مُضْطَلِعَة بما عُهد إليها، أما بعد هذا الحين؛ فإن اللغة أصبحت في حرزٍ حريز من القوة والمناعة ومقارعة أعدائها، ما لا يُخاف عليها البوَار.
وَأَهَمُّ ما يُعَمَّر في هذهِ اللسان: أصول كلمها، وتراكيب حروفها، وأوزانها أو صيغها، ونحن نقول كلمة على كل فصل من هذه الفصول.