فائدة في الطيور الْمُلْقِمةَ
بقي علينا أن نذكر هنا فائدة لغوية تتعلق بعلم الطيور وهي هذهِ:
ذكرنا في كلامنا على «البجع» أنهُ يطعم فراخهُ، والآن نقول إن هذه الطيور التي تفعل ذلك «كاللقلق أو السبيطر، والحبارج»، والعصفور تُسَمَّى: «الْمُلْقِمَة»، بضم الميم، وإسكان اللام، وكسر القاف، وفتح الميم وفي الآخر هاء، وقد جاءَت هذهِ اللفظة في لسان العرب مُصَحَّفة بصورة «الملعمة» في مادة «حبرج». قال: «ابن الأعرابي: الحبارج: من طير الماءِ.» ا.ﻫ. فسألت السيد محمود السيد شكري الآلوسي عن معنى «الْمُلَعَّمة»، فكتب إليَّ يقول: الملعمة تصحيف قبيح «لِلْمُلْقِمَة»، وهي الطيور التي تُلْقِمُ فراخها إلقامًا ولا تزقها زَقًّا. ا.ﻫ. قلنا يؤيد هذا الرأي ما قالهُ الجاحظ في كتاب «الحيوان» ذاكرًا أقسام الطير، قال: «ومنها … والمشترك عندهم كالعصفور فإنهُ ليس ذي مخلب معقف، ولا منسر، وهو يلقط الحب، وهو مع هذا يصيد النحل إذا طار، ويصيد الجراد، ويأكل اللحم، ولا يزق فراخهُ كما تزق الحمام، بل يلقمها كما تلقم السباع من الطير فراخها وأشباه العصافير من المشترك كثير.» ا.ﻫ.
فهذهِ فوائد فرائد لا يستغني عن الوقوف عليها كاتب ولا عالم أيًّا كان.