زيادة الأحرف على الأسماء
زيادة الأحرف على أصول الكلمة الواحدة نشأت بعد أن تشعبت حاجات الإنسان؛ لأن تلك الحاجَ لم تأتِ سراعًا ولا عفوًا ولا فورًا، بل جاءته شيئًا بعد شيء، فزاد الأحرف للدلالة على حاجِهِ الجديدة، هذا إذا كانت الزيادة على الأصل بلغت ستة أحرف، أو سبعة في الأكثر، أما إذا طغت على هذا القدر، أو إذا كانت تلك الأحرف ليست مما زِيد على الأصل، فلا جرم أنها مِنَ المعرَّب الدخيل على كلام أهل الضاد.
على أنه قد تكون الكلمة الواحدة من بنات الثلاثة والأربعة، وهي مع ذلك من الدخيل، فإن السيوطي ذكر ألفاظًا كثيرة معرَّبة وهي ثلاثية الأحرف، أو رباعيتها، كالكُوب والبيعَة والتنُّور والتتبير والْحِرْم والْحَصَب إلى غيرها، قائلًا: إنها من كلام الأعاجم، بَيْدَ أن الحكم يجري على الأكثر والأغلب، وفي كثرة أحرف الكلمة وتعديها السَّبْعَةَ ما يدل دلالة صريحة على عُجمتها.