الْقَلْب
المراد بالقلب هنا تقديم بعض أحرف الكلمة على بعضها كقولك: استدمى غريمه واستدامه إذا رَفِق به (راجع المزهر طبعة بولاق الأولى ١ : ٢٣١)، واعْتَامَ الرَّجل واعْتَمَى: إذا احتار فيه ويسمَّى القلب المكاني وهو غير القلب الصَّرْفي الذي هو إبدال أحرف العلة والهمزة بعضها من بعض، وكلاهما غير الإبدال كما سترى.
والمقلوب في كلامهم أكثر من أن يُحصى، وكنا قد وضعنا رسالة كبيرة فيه ففقدناها، فمن هذا الباب ما يأتي وقد ذكرها صاحب المزهر: انتقى فلان الشيء وانْتَاقَهُ: من النقاوة.
وقاف الأثر وقفاه.
وأشاف الرجل على الأمر وأشفى: إذا أشرف عليه.
وجاءت الخيل شواعي وشوائع: متفرقة.
وشاكي السلاح وشائك السلاح.
وشاهي البصر وشايه البصر: حديده.
ورجلٌ هاعٍ لاع وهائع لائع: جزوع.
وجرفٍ هارٍ وهائرٍ.
وعاقني عنه عائق وعاقٍ.
وفي غير المزهر:
الْقَاءة والآقة: الطاعة.
وعاث يعيث وعَثَى يَعثِي.
وآن يئين وأنَى يأْنِي.
وقال الزجَّاج في شرح أدب الكاتب: ذكر بعض أهل اللغة: أن الجاه مقلوب من الوجه واستدل على ذلك بقولهم: وَجُهَ الرجل فهو وجيه: إذا كان ذا جاهٍ، ففصلوا بين الجاه والوجه بالقلب.
وفي كتب اللغة: جذب وجبذ.
وفي ديوان الشارح ولسان العرب: «قال الأزهريُّ: النون في الشُّكْبان نون جمع، كأنهُ في الأصل: شُبْكَان، فقلبت الشُّكْبَان.»
وقالوا: تَقَرْطَبَ الرجل على قفاه، وتبرقط: إذا سقط.
والعَوْطَب كالعوبط وهي الداهية، قال ابن دُرَيْد في جمْهَرَتِهِ: كأنهُ مقلوب، وقالوا: الصُّبْر والْبُصْرُ: الجانب.
وربض كرَضَب.
وأنبض القوسُ وأنضب.
وما أطيبه وما أيطبه.
وجارية بُقَعَة وقُبَعَة وهي التي تُظهر وجهها ثم تخفيه.
وغلام مُبْعَنْقٍ ومُعْبَنْقٍ: سيئ الخلق.
وفي اللسان: «عُقاب عَقَنْبَاة، وَعَبَنْقَاة، وقَعَنْبَاةٌ، وبعنقاة: حديدة المخالب، وقيل: هي السريعة الخطف المنكرة، وقال ابن الأعرابي: كل ذلك على المبالغة، كما قالوا: أسَدٌ أسِدٌ، وكَلَب كَلِبٌ، واعبنقى وابعنقى: إذا ساء خلقه.» ا.ﻫ.
وقالوا: عجوز شهبرة وشرهبة: مُسِنَّة.
والصعبور والصعروب: الصغير الرأس من الناس وغيرهم.
وقال الشارح في مادة «ح و ج»: والمقلوب في كلام العرب كثير.
ومن القلب عندهم القلب الذي لا يستحيل بالانعكاس مثل: فحَّت الحية وحفَّت، إلا أن بعض المتقعرين منهم قالوا: الحفيف من جلدها، والفحيح مِنْ فيها، وقالوا: ماء عُقٌّ، وماءٌ قُعٌّ، وهو المُرُّ، والكِنع: العِنك، وهو الأصل وسُدْفَة من الليل، من أوله إلى ثلثه، أو قطعة منه مظلمة، أو الثلث الباقي، وهناك مثل الآء والباب والسلِس والددَدِ.
ومثل القلب الذي لا يستحيل بالانعكاس، لا يُرى إلا في لغتنا، وأما مثل القلب المألوف، فَيُرى منه في الألسنة القديمة فقط، كَالْعِبْرِية، والإِرَميَّة، واليونانيَّة، واللاتينية، لكنهُ ليس بفاشٍ فيها فُشُوَّها في لغة مُضَر.