حرف الواو
وحيدة حامد عمرو
بِكرِيَّة حامد وشكيرة، وُلِدت ونشأت في سراي ميدان خيرت، ولعبت طفولتها في حديقتها المُترامية الغنَّاء، ووضح من الصغر ذكاؤها، إلى جمالٍ مقبول، وروح مرحة غالتها رياح النكَد. من قديم تشرَّب قلبها بالكآبة في مناخ الحياة الزوجية المسموم، وتمثَّلت أحزان أمِّها الدائمة حتى ترسَّب النفور من أبيها في أعماقها. ولم تجد في أخيها صالح أي عزاءٍ لعُنف خلقه وملاحقته الناس بأخطائهم كأنه الحسيب عليهم، ثم جاء الانشقاق بين جدِّها محمود وأخيه أحمد ليقضي على البقية الباقية لها من أملٍ في حياةٍ يمكن أن تعِدَ بشيءٍ من التفاؤل أو السعادة. وترامت إليها عداوة أهل أبيها لأُمِّها، وكلماتهم المُدببة، بالإضافة إلى المآسي الكثيرة التي هصرت الفروع حتى سلَّمَت بلا وعيٍ منها بأن الحياة ما هي إلا سلسلة من الأحزان والانحرافات والانفعالات القاسية. ووجدت سلواها الوحيدة في الدراسة فتفوَّقت، والتحقت مثل خالتها نادرة بكلية الطب، وما إن وجدت فرصةً للعمل في السعودية حتى ولَّت هاربة. وبعد أعوام الغربة كانت مفاجأة لأُمِّها أن تتلقى منها رسالة تُنبئها فيها بأنها ستتزوَّج من زميلٍ باكستاني يعمل معها في نفس المستشفى.
وردة حمادة القناوي
هي الثالثة في ذُريَّة صدرية وحمادة، وُلِدت ونشأت في خان جعفر، ولكنها عشقت البيت القديم بميدان بيت القاضي وتعلَّقت بجدَّتِها راضية فبادلتها الجدة حبًّا بحب، وكانت تقول لصدرية عنها: وردة أجمل البنات، ولكن ميزتها الأولى في العقل.
وقد خُطبت لابن عمِّ أبيها الشاب وهي دون سِنِّ الزواج، ولكنها أُصيبت بالملاريا، ولم تستطع المقاومة ففاضت روحها تاركةً في قلب أُمِّها جرحًا لا يندمِل.