حرف الراء
راضية معاوية القليوبي
بِكريَّة الشيخ معاوية القليوبي وجليلة الطرابيشية، وُلِدت ونشأت في البيت القديم بسُوق الزلط، وتبِعتها شهيرة وصدِّيقة وبليغ. وكانت صدِّيقة أجمل الأخوات الثلاث أما راضية فأقواهنَّ شخصيةً وأحدُّهنَّ ذكاءً، وإلى ذلك فجمالها لا بأس به. كانت طويلة القامة ممشوقة القوام عالية الجبين ذات أنفٍ مُستقيم وعينَين لوزيتَين سوداوَين وبشرةٍ قمحية، وكأنها صورة من أُمِّها. وقد عُنِيَ الشيخ بتربية ذريته تربيةً دينية فكانت الأكثر استجابة رغم أن حصيلتها من الناحية النظرية لم تُجاوز معرفة الصلاة والصوم وحفظ بعض السور الصغيرة ولكن قلبها تشرَّب حُب الله وآل البيت، على ذاك فما تلقنته عن أبيها لا يُقاس بعُشر معشار ما تلقنته عن أُمِّها من الغيبيَّات والخوارق وسِيَر الأولياء وكراماتهم وأسرار السِّحر والعفاريت. والأرواح الساكنة في القطط والطيور والزواحف، والأحلام وتأويلها، وقراءة الطالِع، والطب الشعبي وبركات الأديرة والقديسين والقديسات. ورسخ من إيمانها بأُمِّها ما شهدته من ركون أبيها نفسه — العالم الأزهري — إلى وصفاتها الطبية ورُقاها وتعاويذها، واحتفاظه بالحجاب الذي أهدته إليه فوق صدره. وكانت راضية عصبية المزاج، تُمارس الحُبَّ والكراهية في اليوم الواحد عشرات المرات، وقد شهد مدخل البيت — حيث الفرن والبئر وركن المعيشة اليومية — تسلُّطها على أُختَيها، وتحيُّز الأم لها، مما أثار ضغينتهما عليها. وما كادت تبلغ الرابعة عشرة حتى خطبها عزيز يزيد المصري صديق الشيخ معاوية لابنه عمرو أفندي الموظف بنظارة المعارف. وكان الشيخ في ذلك الوقت معتزلًا في بيته عقب خروجه من السجن الذي قضى عليه به بسبب اشتراكه في الثورة العرابية، فتلقَّى أول فرحة في حياةٍ لم تعُد تُبشِّر بخير في ظلِّ الاحتلال. ولكن الحظ لم يُمهله فتُوفِّي قبل أن يجهز ابنته، وحمل نيشان العروس إلى بيته في نفس يوم الوفاة، الأمر الذي أغرى جليلة بأن تزغرد وتصوت في لحظتين متعاقبتين وتصير بذلك نادرة في الحي كله. وخلا زفاف راضية من الأفراح المعهودة، وانتقلت إلى البيت الذي أعدَّه عمرو لحياته الزوجية بميدان بيت القاضي، وكان عمرو في العشرين من عمره، طويل القامة مُتوسط القد، ذا شارب غزير وقسمات واضحة، واستعدادٍ كامل للحياة الزوجية. وسرعان ما ربط الزوجَين حبٌّ زوجي متين صمد لتقلُّبات الحياة وتضارُب العادات والأمزجة، ومع الحبِّ عرفت راضية أول صداقةٍ مع رشوانة أخت زوجها بخلاف نعمة المراكيبي حماتها، وكأنما حدست ما دار من ورائها عندما ذهبت المرأتان لخطبتها، إذ قالت نعمة لابنتها رشوانة وهما في طريق العودة: أجمل البنات الصغرى!
فقالت رشوانة: العروس مناسبة جدًّا، وعلى خيرة الله.
فقالت نعمة بارتياب: أخاف أن تكون أطول من عمرو.
فقالت رشوانة بيقين: كلَّا، عمرو أطول يا نينة.
على أي حال حدست راضية بشفافيتها تحفظ نعمة حيالها وتوثبت من أول يوم للدفاع أو الهجوم إن اقتضى الأمر، ولكن الله سلَّم دائمًا فلم يقع بينهما ما يصلح للقيل والقال. وأقبل رجال الأسرة ونساؤها للتعارف والتوادُد؛ سرور شقيق زوجها، وعزيز حموها، والدكتور داود، وحرمه سنية هانم الوراق وابنهما عبد العظيم، ومحمود عطا المراكيبي، ونازلي هانم وأحمد عطا المراكيبي، وفوزية هانم. اعتقدت أنها ستعرف نساءً على شاكلتها أو لعلَّها تتفوَّق عليهنَّ كما تفوقت على شقيقتيها، ولكنها وجدت نفسها حيال هوانم من طبقةٍ عالية. ربما هوَّن من وطأة الفوارق دماثة أخلاقهنَّ وما طُبِعنَ عليه من أدبٍ فائق، ولتقارُب العقلية رغم تفاوت المظهر والمنظر. واشتدَّ الإحساس بالفوارق أكثر عندما ردَّت الزيارات بصحبة عمرو، فرأت بيت الدكتور بالسيدة، ثم تاهت في سراي ميدان خيرت بأُبهتها الأسطورية. هناك فقط تنبهت إلى أنَّ جهازها لا شيء، لا شيء ألبتة، وكم توهَّمت أن فراشها ذا العمد الأربعة والسُّلَّم الخشبي، ومرآة حجرة الاستقبال ذات الحواف المرشوقة بالورد الاصطناعي والكنبة الإسطمبولية الطويلة، كم توهَّمت أن ذلك الأثاث من التُّحف المُبهرات، وانكسرت نفسها، وقالت لأمِّها بنبرة المُعترف: سأحدثك عما رأيت.
وأصغت جليلة إليها صامتة، ثم تساءلت باستهانة: هل يُوجَد بينهم بطل من أبطال عرابي باشا كالشيخ معاوية؟
وسرعان ما استردَّت راضية ثِقتها بنفسها، وراحت تُحدِّث الهوانم عن تراثها من الغيبيَّات والكرامات. ولكن العلاقة الجديدة تعطرت بماء الورد بفضل أخلاق الهوانم، ونشأت مودة حقيقية بين الجميع، وكان لأطوار راضية الغريبة فضل في ذلك بما تميَّزت به من إثارةٍ لا تقاوم. واحتدم صراع بين الزوجَين على السيادة، فقد أراد عمرو أن تنطوي زوجةً في البيت، فلا تعبُر عتبته إلا بصُحبته، ورأت هي أن عِلمها الغيبي يُطالبها بزيارات دورية لآل البيت وأضرحة الأولياء. وحذَّرته من أن يقف عثرة في ذلك السبيل. وكان عمرو من أتباع الطريقة الدمرداشية ويؤمن بأفكار راضية وتراثها ويخشى عواقب التمادي والمُغالاة، فأذن لها بالحركة مُستوهبًا من ورائها خيرًا وبركة، مُطمئنًّا إلى خُلقها، راضيًا بمهارتها الفائقة في إدارة بيته وتفانيها في توفير أسباب الفرحة له. وسارت الأمور سيرًا حسنًا، وما من نزاعٍ بينهما دام أكثر من ساعات، فكانت إذا غضب حلمت، وإذا انفجرت عصبيتها تغاضى وتسامح. وتوطَّدت مكانتها بين فروع الأسرة الباسقة حتى قبل أن تتوثق بالمصاهرة، فشاركت سنية الوراق في الخطبة لعبد العظيم، كما شاركت نعمة المراكيبي في الخطبة لسرور أفندي، وأنجبت مع الأيام صدرية وعامر ومطرية وسميرة وحبيبة وحامد وختمت بقاسم. ولم تكفَّ يومًا عن بثِّ رسالتها التراثية في ذُريتها أسوةً بفروع الأسرة والجيران، حتى تبلورت شخصيتها في الحي كله كسيدة الأسرار الغيبية، وأضافت إليها الفخر ببطولة أبيها الذي بفضله جعلت من عرابي وثورته أسطورةً ذات كراماتٍ وخوارق تداخلت في كرامات البدوي وأبي العباس وأبي السعود والشعراني وامتزجت بعنترة ودياب وإناث الجن وذكورهم والسِّحر والتمائم والأحجبة والبخور والرُّقى. ولم تتردَّد عن مصارحة داود باشا قائلة: طبك هذا لا جدوى منه ولا خير فيه.
أو تقول له: يُوجد طبيب واحد لا شريك له هو الله عز وجل.
وكان الباشا يُحب حديثها ويُجاريها على قد عقلها، ويُداعبها أحيانًا فيقول: ولكنك يا ست أم عامر تجعلين مع الله آلهةً أُخرى من الأولياء والعفاريت.
فتقول بإيمان: أبدًا … إرادته وراء كل شيء … لولاه ما أمكن سيدي النقشبندي أن يُوجَد في مكة وبغداد والقاهرة في وقتٍ واحد!
وكان يجمعها وعمرو تصوُّراتٌ مُتقاربة فوجدا دائمًا الحديث المشترك والتفاهُم الدائم. وقد شاهدت ثورة ١٩١٩ من مشربية بيتها العتيق، وسجَّلت في قاموسها الخالد وليًّا جديدًا، اسمه سعد زغلول.
ولمَّا اشترك عمرو في إضراب الموظفين تساءلت بقلق: هل يسجنونه كما سجنوا الشيخ معاوية؟
واخترقت الشوارع المليئة بالفتن وزارت ضريح سيدي يحيى بن عقب، ودعت على الإنجليز ومَلِكتهم — كانت تعتقد أن الملكة ما زالت على قيد الحياة — بالهلاك الأبدي. وساورها القلق لاشتراك عامر في المظاهرات، والعقاب الذي حلَّ بحامد لاتهامه بالتحريض على الإضراب في مدرسة البوليس.
وأمام ضريح الحُسين هتفت من قلبٍ معذَّب: اللهم نجِّنا من شرِّ هذه الأيام … اللهم انصر المظلومين.
كانت تُربي ذُريتها بتراثها وإذا بالجميع يتكلَّمون عن الوطن وسعد، اتسع مجال الوجدان وأصبحت الحوادث هي المَربى الأول. وصمدت راضية وعمَّرت مثل أُمِّها حتى جاوزت المائة سنة. في أثناء ذلك تحوَّل الأبناء إلى أُسَر، وشبَّ أحفاد جُدد. وسمعت بِوَليٍّ آخَر اسمه مصطفى النحاس، وأخيرًا آخر الأولياء الذين عاصرتْهم جمال عبد الناصر الذي رفع أحفادًا لها حتى السماء وخفض أعزةً منهم إلى الحضيض أو السجن، فراوحت بين الدُّعاء له والدُّعاء عليه. وقد انقرضت من أُسرتها في حياتها الأم والأخوات، وأحمد عطا وعمرو وسرور ومحمود عطا، وآخرون لم تدْرِ بهم. ولكن قلبها لم يعرِف الرُّعب أكثر ممَّا عرفه في زمانَين … وفاة عمرو الذي حزنت عليه عمرًا كاملًا. ومأساة قاسم وخاصة في أول العهد بها. غير أنها صمدت بقوَّةٍ خارقة، وهزمت همومها بحيوية نادرة المثال، ولم تتقاعد في بيتٍ إلا وهي تُشارف المائة، وواظبت على الحركة في مَداخله، ولم تعجز عن الحركة إلا في عامها الأخير، ولمَّا حُمَّ القضاء طرقَها الموت بلُطف ودماثة. كانت صدرية مُتربِّعة على الفراش عند قدمَيها، وإذا بها تسمعها تُغني بصوتٍ ضعيف:
فضحكت صدرية وتساءلت: أتُغنِّين يا نينة؟
فقالت: كنتُ أُغني هذه الأغنية وأنا أرقُص بين البئر والفرن.
ومال رأسها الناحية اليُسرى لائذًا بالصمت الأبدي.
رشوانة عزيز يزيد المصري
هي بِكرية عزيز أفندي ونعمة عطا المراكيبي. وُلدت ونشأت في مسكن الأسرة بالغورية حيث أقام يزيد المصري بالدور الأول وسكن الثاني عطا المراكيبي جد رشوانة لأُمها. ولما وُلد عمرو وسرور تبيَّن أن الولدَين أجمل من البنت، ولكنها كانت مقبولةً ذات جسم مُمتاز. وألقاها أبوها على أخيها ولكنها دُرِّبت خيرَ تدريب على فنون البيت ومالت بطبعها وتأثُّرها بأُمها إلى التديُّن فعرفت على مدى عمرها بالتقوى والورع. ولمَّا بلغت الخامسة عشرة رغب في الزواج منها المُعلم صادق بركات تاجر الدقيق بالخرنفش … كان من المُتعاملين مع عطا المراكيبي، ومنه عرف عزيز ناظر السبيل وزوج ابنته … فطلب منه يد بِكريته، وزُفَّت إليه في بيت يملكه في بين القصرين على كثب من سبيل أبيها … وكان صادق بركات قد سبق له الزواج مرَّتَين ولم يُنجب، ومرَّت أعوام على رشوانة دون حمل، ثم أنجبت ابنتها الوحيدة دنانير، فسُرَّ الجميع لذلك وخاصة صادق بركات نفسه. وكان مستوى الرجل المالي حسنًا، وأفضل بكثيرٍ من عطا المراكيبي وعزيز يزيد المصري، فتمتَّعت رشوانة بحياةٍ طيبة، مطبخها عامر وعروس بُرقعها من الذهب الخالص. وتزور والدَيها في الغورية أو أخويها عمرو وسرور في بيت القاضي مُحمَّلة بالهدايا. واستوت دنانير على مِثال أُمِّها مقبولة أو أحسن درجة، وأثبتت نجابةً في المدرسة فشجَّعها أبوها على الاستمرار رغم اعتراض محمود بك عطا المراكيبي. وأيدت رشوانة خطة زوجها لتتساوى ابنتها مع فهيمة وعفَّت كريمتي عبد العظيم داود ابن عمِّها، ولكنها كانت راسمةً الزواج كنهايةٍ سعيدة يقِف عندها التعليم؛ ولذلك درَّبت ابنتها على فنون البيت في العطلة المدرسية الطويلة، وانتظرت على لهف ابن الحلال. ولمَّا لزم صادق بركات الفراش نتيجةً لمأساة مرضه سلَّمت باستمرار دنانير في التعليم كضرورةٍ لا مفرَّ منها، على الأقل حتى يتيسَّر لها الزواج، واشتدَّت الحاجة إلى ذلك عقب وفاة صادق بركات، وبعد أن أصبحت بلا مورد، ولم تجد بأسًا في أن تتزوَّج دنانير على أن تعتمد هي في معاشها على خالها محمود بك لولا إباء دنانير وإصرارها على العمل حتى مع الحرمان من حقِّها المشروع في الزواج. وقد مات أبوها عزيز دون أن يترك لها شيئًا تركن إليه، وماتت أُمها نعمة فقيرة، إذ إن ثراء عطا المراكيبي جاءه من زوجته الجديدة التي تزوَّج منها بعد وفاة زوجه الأولى أم نعمة؛ وكانت تدعى سكينة وهي ابنة صاحب دكان المراكيبي الذي ورثه عطا عنه أو أداره نيابةً عن سكينة صاحبته الأصلية، وقد صفَّى الدكان بعد وفاة سكينة. كرهت رشوانة فكرة التضحية بدنانير من أجلها هي، وحاولت إقناعها عبثًا بعرض خالها محمود الكريم، والذي أبدى أخوه أحمد المشاركة فيه حبًّا وكرامة، ولكن دنانير أبت ذلك، وقالت لأمها: سنعيش بكرامتنا مهما كلفنا ذلك.
ولم تخف عنها انتقادها الثابت لخالها ولسائر أُسرتها، قالت: إنهم يعبدون المال والجاه ولا كرامة لهم.
فقالت لها رشوانة بارتياع: ما أقساك في حُكمك، إنهم أناس طيبون ويتَّقون ربهم.
فقالت لها برقة: أنت طيِّبة وتحكُمين عليهم بطيبتك، ومن هنا الخطأ.
وراحت تبث قلقها للجميع … لأخيها عمرو، وراضية، ولنازلي هانم وفوزية هانم، وفريدة هانم حسام حرم عبد العظيم داود، فلم يوافق أحد على كبرياء البنت، وتنبئوا لها بالندم حيث لا ينفع الندم، أما راضية فتساءلت: ومن الكافر الذي حرَّم الزواج على المُعلمات؟!
وكانت رشوانة تُلاحظ ابنتها بقلق، مُحاوِلةً النفاذ إلى أعماقها، مُتسائلةً عن أفكارها وعواطفها وعن المُخبَّأ لها في زوايا حياتها الغريبة التي تُشبه حياة الرجال.
وكلَّما توترت لها أعصاب أو شكت شأنًا من شئون العمل فسَّرت رشوانة الحال بدواعٍ أُخرى مُستقرة في أعماق تلك الحياة الشاذَّة السقيمة، وتراها وهي تزداد بدانةً وتفقد طلاوة شبابها وجمالها يومًا بعد يوم، وتتطبَّع بطابع الجدِّية والخشونة كأنما يحولها العمل — وهي لا تدري — إلى رجل. وتخلو إلى أخيها سرور أفندي في بيته بميدان بيت القاضي وتقول له: فيك الخير يا أخي، لماذا لا تخطب دنانير لابنك لبيب؟
فيقول سرور مُتهربًا: لكنها لا تُريد أن تتركك تحت رحمة الغير.
– أستطيع أن أُقنعها إذا سعدت بعريس لقطة كابنك.
فقال لها بصراحة: الحق أني لا أُرحِّب بزواج لبيب حتى تتزوَّج جميلة وبهيجة وزينة؛ أنا رجل لا أملك سوى مُرتبي الصغير ولا غِنى عن مساعدته لتجهيز البنات.
وترجع بغصَّة لتجترَّ همومها التي لا تتخلَّى عنها إلا أويقات صلاتها. وتنظر فترى الشباب يختفي تمامًا وتحلُّ محله صورة كئيبة موسومة بالخشونة والجفاف، فلا يشكُّ أحدٌ أنه خيال عانس تعَكَّر لها الدهر، وتتراكم الهموم برحيل الأحبَّة واحد في إثر آخر، ذهب أحمد وعمرو ومحمود وسرور، وإذا بقلبها يخونها بالمرَض بعد أن خانها بالحُزن الدائم. وتستوطن الفراش على كُره، وتسهر ليالي من الألم، وتشعر بأن الموت يأخذ أُهبته … ويعودها آل المراكيبي وآل داود ويتردَّد عليها آل عمرو وسرور، وتُوصي كل فردٍ بدنانير، وقالت لابنتها وكأنما تُلقي إليها بوصيَّتها الأخيرة: تزوَّجي في أقرب فرصة!
وساعة الاحتضار وثبت دنانير إلى الفراش، وأسندتها إلى صدرِها، وراحت تتلو ما تيسَّر لها من الآيات، حتى لفظت المرأة أنفاسها، وأصبحت هي وحيدةً بكلِّ معنى الكلمة.