الرسالة السابعة والعشرون
إليك أقدم فروض التهاني أيها النيل السعيد بقدوم عامك الجديد، واتساع جداولك الراوية لرياض الأفكار الجارية على صعيد مصر الأفئدة بما ترسمه على المخيلات من الفوائد والأخبار. إليك أقدم رسوم التهاني يا منبع الحكم، ومُروِّي غرائس العلوم، ومُورِق أزهار الفضيلة والفنون، فلا زال موردك العذب منهلًا لكل صادر ووارد، تسقي برائق علومك حدائق النفوس، وتكشف بنسمات معارفك غمائم الجهل بما ترقمه من صفحات هاتيك الطروس «أقول»:
فأرجوك أيها البحر الطامي أن تقبل معذرتي عما أقدمه، مع علمي أن ما أوردته إليكم إنما هو كمن أخذ بفمه جرعة وأراد أن يزيد بها ماء البحر.