الرسالة الثانية والثلاثون
قد أطلعت جريدتكم الغراء على نبذة لحضرة الفاضل الأديب حسين أفندي فوزي تحت عنوان «السراج الوهاج عن ذكر العوائد وحقوق الزواج»:
«وهو يظهر فيها كل تعصبه إلى جنسه، حتى إنه ظهر منه التحامل على جنسنا النسائي، وغير ذلك مما سأُظهر له حقيقته إذا حفظ الأدب الكتابي، وإلا أترك المناظرة، وأنبذ كلامه ظهريًّا، وأعده من ضمن المتحاملين على هذا الجنس؛ إذ إنهم غير قليلين، إلا أن يرجع لنا تمدننا الأصلي، وإلا فالتمدن ضعيف لأنه أول نشأته فينا، ولم يعلم هذا الفاضل أن النساء دعامة كل أمة متمدنة، وإني لأعجب من سيادته كيف أنه ترك النساء الفاضلات، واستشهد بالنساء البراريات كأنهن يقترفن الذنب بدون مشاركة الرجال، أو أنه مباح للرجال كل شيء بدون أن يُلاموا عليه، والمُلام النساء فقط، أوَغرُب عن فهْم سيادته أن الجنسين فيهما الطيب والخبيث، فعلى المُباحث أن يتتبع الحقائق ولا يأخذه فيها لومة لائم، وإلا ضاع بحثه أدراج الرياح. إن وجدت منه أهلًا للمناظرة، فإني أُريه من قلم المرأة كيف يكون الشَّعير من البُرِّ، وأُريه أيضًا كيف أن فتيات هذا الزمان يناضلن شيوخ الزمن السالف، ويبارينهم بكل علم حتى يجعلن شعيرهن قمحًا مغربلًا، وزعمهن يقينًا.»