الرسالة الثالثة والأربعون
وقالت أيضًا:
جمعتْنِ يومًا والحبيب منازل
وتعطَّف الدهر الذي هو باخل
دارت كئوس الأُنس فيما بيننا
وبدا لدينا في الغرام دلائل
وغدا يعاطيني مُدام حديثه
واللحظ بالسحر الحلال يغازل
مالت بنا الصهباء في سنن الهوى
حتى وجدنا للكلام أوائل
جاذبتُه نحوي وكان مُقنَّعًا
فتمايل القدُّ الرطيب العادل
فلمست بدر التمِّ بين أناملي
لكنه قد حال دوني حائل
وقد خمسهم حضرة العلامة حسن بك حسني فقال:
يا طِيبَ يوم والحبيبُ مواصلُ
والشمس تزهى والتقرُّب حاصلُ
فلذا أقول ولي فؤاد مائل
جمعتْنِ يومًا والحبيب منازل
وتعطَّف الدهر الذي هو باخل
رقَّت صبابتنا وراق لنا الهنا
وصفت لنا أيامنا وصفت بنا
حتى إذا سمحت بخيلات المنى
دارت كئوس الأُنس فيما بيننا
وبدا لدينا في الغرام دلائل
وشكا المُحبُّ هيامه لمُحبِّه
وغدا يذكِّره على تأنيبه
مزج الهيام قديمَه بحديثه
وغدا يعاطيني مُدام حديثه
واللحظ بالسحر الحلال يغازل
لذَّت شكايات الصبابة والجوى
وقد اهتدى القلب ُالمحب بما غوى
حتى إذا باح الضمير بما حوى
مالت بنا الصهباء في سنن الهوى
حتى وجدنا للكلام أوائل
أفديه من ملك الحشى وتمنعَا
وبلحظةٍ جرح الفؤادَ وروَّعَا
لما انثنى غصنًا وأشرق مطلعَا
جاذبتُه نحوي وكان مُقنَّعَا
فتمايل القدُّ الرطيب العادل
وحلا الهوى منا بطِيب وسائل
وخلا اللقا من كاشحٍ أو عاذل
وهنالك اهتاج الغرام بلابلي
فلمست بدر التمِّ بين أناملي
لكنه قد حال دوني حائل