الرسالة الثامنة
إلى واشنغطون «أمريكا» في ٣٠ يوليو
إلى حضرة الأديبة الفاضلة السيدة برثاهونور بالمر رئيسة قسم النساء في معرض شيكاغو.
من بعد إهدائكم أزكى التحيات أُبدي أنني هزتني أريحية الشوق إلى مساعدة القسم النسائي، الذي صار إعداده لعرض مصنوعات النساء في معرض شيكاغو سنة ١٨٩٣، ولعلمي أن التقدم الأمريكاني والأوروباوي لم يتركا لنا — نحن الشرقيات — شيئًا من تقدُّم الصناعة التي يمكن للنساء أن يعلمنها، ونظرت في التاريخ العام فلم أرَ أحدًا ألَّف تاريخًا خاصًّا باللغة العربية يحتوي على ذكر شهيرات النساء وأدبهن وتقدمهن في السنين الغابرة والحاضرة، ولم أرَ هدية تُرفع للمعرض النسائي من مثلنا — نحن الشرقيات — أجدر من هذا الكتاب الذي يحتوي على تراجم النساء وطبقاتهن في الهيئة الاجتماعية، فعقدت العزم واستعلمت الحزم وألَّفت كتابًا في هذا الباب، فجاء بحمده تعالى على طبق المرام، وجمعت فيه من تراجم شهيرات العرب ومتقدمات الإفرنج ومَلِكات الشرق والغرب، من كل أديبة فاضلة وملكة عاقلة وفارسة وشاعرة وخطيبة وثائرة؛ فرأيت أن أقدم نسخة منه لأجل حصرها ضمن معروضات القسم النسائي في المعرض، وبما أنني لا أعلم كيفية تقديم المعروضات بأي صفة تكون، ولم أطَّلع على تفصيل ذلك في الجرائد العربية، فأرجو أن تفيدوني عن كيفية إرسال الكتاب المنوَّه عنه حتى أرسله مع مزيد الشكر والممنونية، ولو كانت عوائدنا — نحن النساء المسلمات — تسمح لنا بالحضور في مثل هذه الاجتماعات، لكنت سعيت بنفسي لتقديمه، وحضرت المعرض مع من يحضرون فيه من النساء، ولكنْ إطاعةً لأمر الدين لا يمكنني ذلك؛ وعلى هذا فإني أقدم لكم مزيد الشكر المقرون بالممنونية على حسن مساعيكم في تقدم النساء أمام الهيئة الاجتماعية.
وإذا تفضلتم عليَّ بالإفادة باسمي زينب فواز عن يد شقيقي محمد أفندي علي فواز الأفوكاتو بمصر، وأرجوكم العفو عن قصوري حيث كتبت تحريري هذا باللسان العربي، وإني أعلم أنه يسهل عليكم معرفة أي لسان من أي لغة كانت.