الثعلب والقطة
ذات يوم التقت القطة بثعلب في الغابة، فقالت لنفسها: «إنه ذكي ومحنَّك، ويحظى باحترام كبير بين الناس.» وخاطبته بلهجة ودودة: «يومًا سعيدًا عزيزي الثعلب، كيف حالك؟ كيف حال الحياة معك؟ كيف تتغلب على الأوقات الصعبة؟» نظر الثعلب المغرور إلى القطة من رأسها إلى قدمها في تعالٍ، وظل وقتًا طويلًا لا يدري هل يجيبها أم لا. وفي النهاية قال: «أيتها البائسة منظفة اللُّحَى، أيتها الحمقاء المرقَّطة، يا صائدة الفئران، ماذا تعرفين في الدنيا؟ ليس من حقك أن تسأليني كيف تسير الأمور معي، ماذا تعلمتِ؟ وما المهارات التي تتقنينها؟» أجابت القطة في تواضع: «أتقن مهارة واحدة.» سألها الثعلب: «وما هي؟» أجابته: «عندما تطاردني كلاب الصيد، أستطيع القفز فوق شجرة لإنقاذ نفسي.» قال لها الثعلب: «أهذا كل ما تعرفينه؟ أنا أجيد مئة مهارة، كما أنني شديد المكر. أشعر بالشفقة تجاهك، تعالي معي، سأعلمك كيف يهرب الناس من كلاب الصيد.» حينئذٍ جاء صياد ومعه أربعة كلاب. قفزت القطة في رشاقة فوق الشجرة وجلست أعلاها حيث اختبأت تمامًا بين الأغصان والأوراق. صاحت القطة في الثعلب: «استخدِم مكرك وذكاءك يا سيدي الثعلب، هيا استخدِم مكرك وذكاءك.» لكن الكلاب انقضت عليه، وأحكمت قبضتها عليه. صاحت القطة: «وا حسرتاه يا سيدي الثعلب، لم تنفعك مهاراتك المئة، وتخلَّت عنك وقت الشِدَّة! لو كنتَ تستطيع تسلق الأشجار مثلي، لنجوتَ بحياتك.»