أفروديت
«أمَا تزال أفروديته حية؟ … بهذا التساؤل وهذا الأمل توجَّه نزار فومين الآن لا إلى البشر والمؤسسات — فقد ردُّوا عليه بأنه لا أثرَ لأفروديته في أي مكان — بل إلى الطبيعة، إلى السماء، إلى النجوم، إلى الأُفق وإلى الجماد.»
بعد زواجٍ سعيد دام عشرين عامًا، اختفت «أفروديت» عن زوجها «نزار إيفانوفيتش فومين»، بعدما انضمَّ إلى صفوف الجيش الروسي لخوض غِمار الحرب العالمية الثانية. ماتت الحياة الهانئة وكل مظاهر جمالها وسِلمها من جرَّاء الحرب، وتوارت كل الأشياء، ولم يتبقَّ سوى الذكريات الجميلة، وظلَّ «فومين» يبحث عن زوجته بجهدٍ لأربع سنوات، لم يتمكَّن منه اليأس؛ ذهب إلى كل مكان، سأل البشر والنباتات وكلَّ مخلوقات الأرض عن مصيرها، لكن بلا جدوى، فوجَّه سؤاله إلى السُّحُب والنجوم والأفق لعلَّه يجد خبرًا عن مكان جميلته. تُرى أين اختفت «أفروديت»؟ وهل سيعثر عليها «فومين» فيهدأ قلبه ويُشفى من آلام فراقها؟