عناد الأمواج
«الأيام تتوالى، تمرُّ متشابهة. التاريخ لا قيمةَ له ولا معنى. كلُّ يوم يُسلم إلى الأيام التالية. تمضي جميعُها بطيئة، مملَّة، لا ملامحَ تميِّز أحدَها عن غيره، يصعُب تذكُّر تَواليها بالأرقام.»
في هذا العمل الروائي البديع يرسم «محمد جبريل» صورةً حية لحياة أربعة ناشطين حقوقيين عاشوا بالإسكندرية في إحدى فترات الحركة الوطنية المصرية في القرن العشرين. عاش هؤلاء الأبطال حياة يَكتنفها الخطرُ والخوف، كانت نظرات المراقَبة تَتبعهم دائمًا، في حركاتهم وسكونهم، في نظراتهم الشاردة، في تنقُّلاتهم عبر الحواري والأزقَّة والمقاهي والأسواق المزدحمة. قُمِعت حُرياتهم، ووجدوا أنفُسَهم في غياهب السجون، تُحيط بهم حوائطُ الزنزانات الانفرادية؛ حيث العذابُ والألم والظلام الموحِش، ولم يكن هذا حالَهم وحدهم، بل كان حالَ كثيرٍ من الناشطين في ذلك الوقت. ولكن بالرغم من تلك المعاناة، فإن أبطال روايتنا لم يَضيقوا ذرعًا بما قاسَوه، ولم يَسكن اليأس أرواحَهم، بل قاوَموا وعاندوا مثلَ الأمواج؛ لا تتلاشى مهما تجاذَبها البحر بمَدِّه وجَزره.