الأمل والإيمان
لم تتحدث الشقيقات الأربعة كثيرًا صباح اليوم التالي عندما استيقظن في الصباح الباكر قبل موعدهن المعتاد في يوم بارد وغائم. تناولن الفطور في هدوء، كانت وجوههن بائسة أثناء انتظارهن للعربة التي ستقل أمهن إلى محطة القطار. أمرت السيدة مارمي بناتها ألا يقلقن وأن يحتفظن بالأمل وأن يجتهدن في أعمالهن. تعاملت الفتيات مع نصيحة أمهن بجدية، وعانقنها للمرة الأخيرة قبل أن ترحل هي والسيد بروك.
عندما توارت العربة عن أنظارهن، عادت الفتيات إلى المنزل، وتذكَّرن شعارهن الجديد: «الأمل والعمل بجدية.»
عادت جو وميج إلى العمل، وجلست إيمي وبيث بالمنزل لمساعدة هانا. وجدت الفتيات شيئًا من الراحة في العمل، وكذلك الأنباء التي وردت عن أبيهن كانت تبعث على الطمأنينة بقدر كبير. كان السيد بروك يبعث برسالة قصيرة كل يوم، واتضح من الرسائل أن أبيهن يتعافى. مرت الأيام والخطابات تتبادل بين المستشفى في واشنطن ومنزل عائلة مارش، وأصبحت الخطابات حبل النجاة في تلك الأيام العصيبة.
•••
مرت عشرة أيام منذ رحيل مارمي إلى واشنطن. على الرغم من سعي الفتيات جاهدات إلى العمل بنصيحة أمهن «الاحتفاظ بالأمل والعمل بجدية»، حصلن على الكثير من أوقات الراحة أيضًا. في ذلك الصباح، ذكّرت بيث ميج وجو بأن تذهبا إلى منزل أسرة هامل، فقد أوصتهن أمهن بالاعتناء بتلك العائلة التعيسة في غيابها. كانت ميج متعبة للغاية ولم تستطع الذهاب، وكانت جو قد عادت إلى المنزل قادمة من منزل العمة مارش وتشعر أنها أصيبت بالبرد.
قالت جو: «لماذا لا تذهبين أنت يا بيث؟ ستستمتعين بالسير إلى هناك.»
أجابتها بيث: «أشعر بألم في رأسي وأني متعبة للغاية. ظننت أن واحدة منكما ستذهب إلى هناك اليوم.»
اقترحت ميج أن ينتظرن إيمي، لكن إيمي لم تعد إلى المنزل. سرعان ما نسيت ميج وجو أمر عائلة هامل، لذا خرجت بيث في هدوء في الجو البارد، ولم يلحظها أحد عندما عادت إلى المنزل أيضًا، لأنها اتجهت إلى الطابق العلوي، ودخلت غرفة أمها، وأغلقت الباب على نفسها.
دخلت جو الغرفة فوجدت أختها الصغيرة في حالة يرثى لها وعيناها حمراوان. صاحت: «النجدة! ما الأمر؟»
قبل أن تقترب جو منها، مدت بيث يدها، وسألتها: «لقد أصبتِ بالحُمَّى القرمزية من قبل، أليس كذلك؟»
أجابتها جو: «أجل، عندما أصيبت بها ميج، كنا أطفالًا وقتها، لماذا؟»
أخبرت بيث جو وهي تنتحب أن أحد أطفال أسرة هامل مات في حِجرها، وأخبرها الطبيب أنه مات بسبب إصابته بالحُمَّى القرمزية، وأخبر بيث بأن تتوجه إلى المنزل على الفور وتتناول الدواء لأنه من الممكن أن تمرض أيضًا.
عانقت جو أختها، وقالت: «كلا، لن تمرضي، إذا مرضت، فلن أسامح نفسي أبدًا.» تحسست جبهة بيث، وقالت: «يا بيث! كم أخشى أن تمرضي، لقد ذهبتِ إلى هناك كل يوم طيلة هذا الأسبوع.» صمتت جو دقيقة، وضمت يدي بيث بين يديها وقالت: «يجب علينا استدعاء هانا، ستعلم ما الذي يجب فعله.»
طلبت هانا من جو أن تحضر الطبيب على الفور. حضر الدكتور بانجز، وقال إن بيث تعاني أعراض الحُمَّى بلا ريب، على الرغم من أن حالتها ليست خطيرة. قررت الفتيات أن تنتقل إيمي، التي لم تصب بالحُمَّى من قبل، للعيش مع العمة مارش. لكنها رفضت الذهاب إلى أن وعدها لوري بأن يزورها يوميًّا، فوافقت. ومكثت جو بالمنزل لتعتني ببيث، لأن إيمي سترعى عمتهن الآن.
كادت إيمي تجهش بالبكاء عندما دخلت حجرة المعيشة بمنزل العمة مارش، فجذب لوري الببغاء بولي من ذيله، فضحكت إيمي. وما إن أصبحت وحدها، حتى فكرت في نفسها: «لا أظن أنني سأحتمل الأمر، لكنني سأحاول.»