عيد ميلاد سعيد
في صباح يوم عيد الميلاد، استيقظت الفتيات الأربعة فوجدت كل منهن نسخة من مسرحية «السائح المسيحي» تحت وسادتها. أخبرتهن ميج أنها تنوي قراءة جزء صغير منها كل صباح، لرفع روحها المعنوية ومساعدتها على أن تكون فتاة مثالية. تحدثت جو: «أترون يا فتيات كم أن ميج ماهرة؟! فلْنَسِر على خطاها!»
سرعان ما جلست الشقيقات الأربعة عند الطاولة الصغيرة في حجرات نومهن لقراءة الكتب. وبعد مرور نصف ساعة، نزلن إلى الطابق السفلي ليهنئن أمهن بعيد الميلاد، لكنها لم تكن موجودة.
سألت ميج عن أمها، فأجابتها هانا الخادمة: «حضر شخص ونادى عليها، فخرجت على الفور لترى هل تستطيع تقديم أي مساعدة.»
أعدَّت الفتيات كل شيء لمفاجأة والدتهن، ليَّنت جو الخف الجديد بارتدائه والرقص به في أرجاء الغرفة أثناء إعداد ميج سلة الهدايا. أما بيث فقد تباهت بالمناديل أمام شقيقاتها بعد أن طرزتها بكل حب بكلمة: «أمي».
سألت ميج: «أين العطر الذي أحضرته إيمي؟»
أجابتها جو: «ذهبت إيمي للبحث عن شريط زينة لتلفه حول زجاجة العطر.»
صُفِق الباب، وسمعت الفتيات صوت خطوات في الرواق.
قالت جو: «أسرعا، لقد حضرت أمنا، خبِّئا السلة!»
لكنها لم تكن أمهن، بل كانت إيمي، وبدا أن ثمة خطبًا ما.
سألتها ميج: «ماذا تخفين خلف ظهرك؟»
قالت إيمي: «لا تسخرن منِّي الآن، فقد استبدلت زجاجة العطر الصغيرة التي أحضرتها بزجاجة كبيرة، وقد استنفدت كل ما لدي من مال.» وأخرجت زجاجة العطر الجديدة من الحقيبة لتريها لشقيقاتها اللاتي عانقنها. استطردت إيمي: «لقد شعرت بالخزي من هديتي بعد أن قرأت في الكتاب عن الطيبة وحسن الخلق هذا الصباح، لذا ذهبت لأشتري لمارمي شيئًا أفضل.»
صُفِق الباب للمرة الثانية، فزجَّت ميج سلة الهدايا تحت الأريكة، واتجهت الفتيات إلى المائدة، والحماسة تملؤهن لتناول فطور عيد الميلاد المجيد. عندما دخلت أمهن الغرفة، صاحت الفتيات: «شكرًا لك على هدية عيد الميلاد يا مارمي، لقد قرأنا جزءًا منها، وسنقرأ المزيد كل يوم!»
– «عيد سعيد يا بناتي الصغيرات! كم أنا سعيدة أن الهدايا أعجبتكن. الآن أود أن أخبركن بأمر ما. تعيش على مقربة منا أسرة فقيرة للغاية، وليس لديها حطب لإشعال المدفأة، ويشعر أفرادها بالجوع. هل من الممكن أن تقدمن لها فطوركن هدية العيد؟»
كانت الفتيات يشعرن بالجوع القارص بعد أن ظللن ساعة في انتظار مارمي، لذا لم تنطق أي منهن بكلمة. اندفعت جو: «أنا سعيدة للغاية أننا لم نتناول منه بعد!»
عرضت بيث مساعدتها في حمل الطعام إلى الأسرة الفقيرة بكل سرور. وقالت إيمي إنها ستحمل القشدة والكعك، وهو الطعام الذي تحبه كثيرًا. وكانت ميج تغطي بالفعل الفطائر وتضع الخبز فوق صحن كبير.
ابتسمت السيدة مارمي، وقالت: «عندما نعود يا بناتي سنفطر بالخبز والحليب، ثم سنُعِدُّ عشاءً رائعًا لتعويضكن عن كل شيء.»
سرعان ما أصبح كل شيء جاهزًا، وخرجت الفتيات لمساعدة الأسرة الفقيرة. عندما وصلن إلى هناك، شعرن بالصدمة عندما رأين الغرفة البائسة الباردة الجرداء، ورأين أمًّا مريضة تحمل طفلها الباكي، وستة أطفال آخرين مكدَّسين أسفل بطانية واحدة، لكنهم ابتسموا عندما دخلت أسرة مارش.
قالت الأم، وتدعى السيدة هامل: «حضرت الملائكة لمساعدتنا!»
ابتسمت جو ابتسامة عريضة، وقالت: «ملائكة مرحين يرتدون أغطية للرأس وقفازات صغيرة.»
وفي غضون بضع دقائق، تبدل حال الغرفة بأكملها. أشعلت هانا المدفأة بالحطب الذي كانت تحمله، وقدمت السيدة مارمي الشاي وعصيدة الشوفان للسيدة هامل، وغطَّت الرضيع برفق. أطعمت الشقيقات الأربعة الأطفال بجوار المدفأة. شعرت الفتيات بسعادة كبيرة عندما رأين الفرحة على وجوههم.
وعندما عادوا إلى المنزل، أخرجت الفتيات هداياهن أثناء انشغال أمهن بالخارج في جمع الملابس لأسرة هامل الفقيرة. صاحت جو في سعادة: «إنها قادمة! هيا يا بيث اعزفي لنا، وأنت يا إيمي افتحي الباب، مرحى يا مارمي!» وأخذت جو تتجول في الغرفة.
قادت ميج أمها التي كانت تبتسم إلى مقعدها. تأثرت الأم بكرم بناتها، وفتحت الهدايا في سرور. ارتدت الخف لتجربته، وعطرت نفسها بالعطر، ووضعت منديلًا جديدًا في جيبها، وقالت إن القفاز يناسبها تمامًا. وبعد تبادل الأحضان والقبلات، حان موعد التحضير لمسرحية الليلة.
حضرت اثنتا عشرة فتاة من الجيران لمشاهدة المسرحية. أدت الشقيقات الأربعة خمسة فصول مشوقة، ارتدين فيها أزياء مختلفة، وكنَّ يحفظن النص جيدًا. سقطت إحدى الأدوات فوق الجمهور فجأة وأحدثت جلجلة. حضرت هانا بعد انتهاء الفصل الأخير مباشرة فوجدت الجميع في نوبة ضحك هستيرية.
أعلنت هانا: «حان وقت العشاء يا فتيات!»
يا لها من مفاجأة! فقد وجدت الفتيات فوق مائدة الطعام نوعين مختلفين من الآيس كريم، والكثير من الحلوى والفاكهة والكيك وأربع باقات من الزهور! لم تنطق أي منهن بكلمة في البداية، وفي النهاية همست بيث: «لا بد أن بابا نويل هو من أحضر هذه الأشياء.»
سألت إيمي: «هل أحضرت الجنيات هذه الأشياء؟»
قالت ميج: «لا بد أنها أمُّنا التي أحضرتها.»
صاحت جو: «لا بد أن عمتي مارش أرسلتها.»
قالت مارمي: «كلا، كلكن مخطئات، لقد أرسلها السيد لورانس العجوز.»
سألتها ميج: «أتقصدين جد الفتى لورانس؟ لكننا لا نعرفه، لماذا يرسل إلينا كل هذا الطعام؟»
أجابتها مارمي: «لقد أخبرت هانا أحد خادميه بما فعلتُنَّه اليوم يا فتيات، لذا أراد السيد لورانس أن يعبر عن تقديره لكُنّ بمفاجأة مميزة. والآن أمامكن وليمة صغيرة تعوضكن عن فطور الخبز واللبن.»
قالت جو وهي مستغرقة في التفكير: «لا بد أن حفيده لورانس أوحى إليه بهذه الفكرة، أنا واثقة أنه فتى طيب القلب.»
استمتعت الفتيات بالوليمة الشهية أثناء حديثهن عن الشاب الذي يعيش بالجوار وعن جده الذي يغالي في الخوف عليه.
قالت جو: «لقد أحضر لي قطتي ذات مرة، وكان لطيفًا للغاية، أود التعرف عليه، أعتقد أنه بحاجة إلى بعض المرح.»
وافقتها مارمي: «إنه دمث الخلق، ويبدو أنه شاب مهذب، كان ينبغي لي أن أدعوه إلى هنا لمشاهدة المسرحية التي قمتن بأدائها.»
ضحكت جو: «لعلها فكرة سديدة أنك لم تدعيه، انظري إلينا!» وأخذت ترقص وهي تنتعل حذاءها الجلدي القديم لإضحاكهن.
أُعجبت ميج بالزهور، وعانقت بيث أمها وقالت: «ليتني أستطيع إرسال باقتي إلى أبي، أنا واثقة أنه لا يستمتع بعيد الميلاد مثلنا.»