الديسك!
وفكَّر «بو عمير» أن يهدِّدها … سواء كانت صديقته أم لا … ويهرب بالديسك … ولكنه رأى أن يتريث، فقد تقوم بالاتصال بقيادتها … فيرسلون في أثره من يعرقلون مسيرته.
ودخلت الفتاة غرفة مكتب «بيتر» … ممَّا أثار خوف «بو عمير» من أن تدير الكمبيوتر وبه الديسك.
وقد حدث بالفعل أن قامت الفتاة بإدارة الكمبيوتر … وقرر «بو عمير» أن يتدخَّل ولكن الفتاة لم تترك له وقتًا … فقد أخرجت الديسك ووضعته في صدرها.
وخرج لها «بو عمير» من مكمنه شاهرًا مسدسه … وقال لها: مَن أنت؟
الفتاة: صديقة «بيتر».
بو عمير: أعطني ما لديك!
فأخرجت الفتاة كل ما معها من نقود … فقال لها: اقلعي ذهبك.
فامتثلت الفتاة في خضوع … فقال لها مرَّة أخرى: إنك تخبئين شيئًا في صدرك … سأقوم بتفتيشك.
فصاحت الفتاة قائلة: لا لا … ليس لديَّ شيء ينفعك.
بو عمير: لا شأن لكِ … أريني إياه.
فأخرجت الديسك … وأعطته له … فقال لها: أنا الذي يقرِّر إن كان سينفعني أم لا … فقالت له: اسمع، سأقول لك سرًّا: إن هذا الديسك يساوي ربع مليون جنيه … أما من غيري فإنه لا يساوي ثمنه.
فتظاهر «بو عمير» بعدم الفهم … وقال لها: كيف؟
الفتاة: لقد كنت أبحث عنه منذ مدة … والآن وجدته بالمصادفة في الكمبيوتر … وبه معلومات تهم مَن أعملُ معهم … وإذا حصلوا عليه سأحصل على ربع مليون جنيه.
فأكمل معها التمثيلية وقال لها: وماذا سأستفيد أنا؟
الفتاة: سأعطيك نصفهم.
بو عمير: إذَن سنذهب لهم سويًّا ومعي أنا الديسك.
الفتاة: لا مانع!
وخرجا سويًّا من الشقة … وهبطا الأدوار نزولًا على السلم.
وعندما خرجا من باب العمارة … لاحظ أن هناك مَن ينتظرها … وعندما حاول أن يتراجع إلى الخلف … دفعته بركلة من قدمها … جعلته يجري مترنِّحًا … يكاد يسقط على وجهه.
وقد لاحظت «إلهام» ما يجري فآثرت ألا تتدخَّل إلا في الوقت المناسب.
ومدَّ أحد الذين ينتظرونها ساقه في طريق «بو عمير» فانكفأ على وجهه.
وعندما أراد أن يقوم … لحقه أحدهم بركلة أخرى في مؤخرته … جعلته ينكفئ على وجهه … وهنا رأت «زبيدة» أن تتدخل.
فقطعت الطريق إليهم جريًا … وقفزت … وقد فتحت ساقيها … ووجَّهت قدميها إلى رأسيهما … فطارا من على الأرض.
وانتفض «بو عمير» واقفًا على مشط قدمه … ودار نصف دورة … وأطلق ساقه الأخرى في صدر أحدهم … فسقط على الأرض فاقد النطق.
ثم قفز كالفهد خلف الآخَر.
وطار في الهواء … ثم هبط ساقطًا عليه.
فأوقعه على الأرض وهو من فوقه.
فكبَّله بقيد حديدي وقاده إلى سيارته … فوضعه هو وزميله بها.
وعندما عاد هو و«زبيدة» ليبحثا عن الفتاة.
سمعا من خلفهما صوت انفجار مروع.
وعندما الْتَقيا شاهدا السيارة تتناثر أشلاء ملتهبة … والنيران قد أمسكت في بقيتها.
فوقف ينظر لها في دهشة … ثم قام بالاتصال ﺑ «أحمد» وأبلغه أن «الديسك» بحوزته … فطلب منه أن يتوجَّه به إلى المطار هو و«زبيدة» وسيلحق بهما هو و«عثمان» و«إلهام» و«بيتر» فقال له: هل سيأتي «بيتر» معنا؟
أحمد: نعم في إجازة قصيرة.