الاتفاق على العملية!
تمنى الشياطين لو أن رقم «صفر» لم يُنهِ معهم الاجتماع … ليجيب على علامات الاستفهام الكثيرة التي فجَّرها في عقولهم.
إلا «أحمد» … فقد كان يعرف السر فيما فعله الزعيم.
لذا … فقد طلب منهم الهدوء … ومغادرة مواقعهم أمام أجهزة الكمبيوتر … والالتفاف حول المائدة البيضاوية … في غرفة الإدارة العليا.
فشاغبته «ريما» قائلة: وهل معك تصريح لاستخدامها؟
فرد على مداعبتها قائلًا لها: معي تصريح لنا جميعًا إلا أنتِ.
وما إن هدأت جلبة تحريك المقاعد … واتخذ كلٌّ منهم مكانه … حتى قال «عثمان» في غير صبر: «أحمد» … هل هناك اجتماع أم عشاء عمل؟
اندهش «أحمد» لسؤاله … وأجابه بسؤال آخَر قائلًا: لماذا تقول ذلك يا «عثمان»؟
عثمان: لأنك لم تقُل لنا حتى الآن ما سبب هذا الاجتماع؟
أحمد: وهل لدينا موضوع غيره؟!
عثمان: تقصد سقوط الطائرة؟
أحمد: نعم.
عثمان: وهل عندك جديد يستحق الاجتماع من أجله؟!
أحمد: نعم … لديَّ ما كنتم تنتظرونه من رقم «صفر».
مصباح: تقصد إجابات أسئلتنا؟
أحمد: نعم.
إلهام: إني أشفق عليك يا «أحمد» من هذا الموقف.
أحمد: لست مضطرًّا لقول ما لا أقصده.
ريما: هل تعرف فيمَ يفكِّر رقم «صفر»؟
أحمد: نعم!
واندفع معظم الشياطين يسألونه في صوت واحد: فيمَ يفكِّر؟
أحمد: لا تقاطعوني وأنا أتحدث.
ريما: لا لن يحدث، صدقني.
أحمد: هل أعتبره وعدًا يا جماعة؟
زبيدة: عنهم جميعًا … أعدك!
ومرَّة أخرى نفد صبر «عثمان» فقال له منفعلًا: أقسم لك برأس الرجاء الصالح … والفاسد أيضًا!
ضحك الشياطين ومعهم «أحمد» … الذي لم يجد مفرًّا من تصديقهم فقال لهم: تعرفون أن «بيتر» لديه تسجيلات لاتفاقات سرية تمَّت عبر الإنترنت.
عثمان: اتفاقات على ماذا؟
أحمد: لقد قاطعتني!
عثمان: أنا لم أقاطعك … أنا أسألك!
أحمد: ولكنك قاطعتني.
عثمان: سنترك لك المكان … لتعقد اجتماعًا انفراديًّا مع نفسك.
أحمد: أنا لست دكتاتورًا يا «عثمان»! لقد قلتُ من قبل إن هذه الاتفاقات السرية كانت من أجل إسقاط الطائرة … ومعنى ذلك أنها تحوي معلومات مهمة عن الهدف من إسقاطها، وكيفية إسقاطها … وما السبب الحقيقي وراء إسقاطها … ومَن المستفيدون من ذلك؟ بمعنى أن كل المعلومات الغامضة على فِرَق التحقيق المصرية والأمريكية موجودة على هذه التسجيلات.
ورفعت «ريما» يدها تطلب التعليق … حتى لا يتهمها «أحمد» بأنها تقاطعه.
فتوقف عن الكلام وقال لها: هل لديك تعليق يا «ريما»؟
ريما: لديَّ سؤال مهم.
أحمد: أسمعك جيدًا.
ريما: ما أدراك أن هذه التسجيلات تحوي كل هذه المعلومات؟
ووجدها «عثمان» فرصة للتعليق فقال: أجِب على سؤال «ريما» من فضلك … فقد وضعت على التسجيلات كل آمالك.
واستطردت «ريما» قائلة: أنت تتمنَّى أن تحوي التسجيلات كل ذلك … مع ما فيه خطورة.
أحمد: وما خطورته؟
ريما: الخطورة أن نبني حساباتنا على غيب.
أحمد: هذا لا … ولن يحدث … وما قلته لكم صحيح!
وتعاطفًا مع «أحمد» تدخلت «إلهام» قائلة: أنا مع «أحمد» فيما يقول … فنحن اعتدنا من «بيتر» الجدية والفهم العميق … ولولا أهمية ما لديه من معلومات ما اتصل بنا.
أحمد: وما وصلني منه معقول جدًّا … فقد تتبع محادثات للاتفاق على إسقاط الطائرة لفترة طويلة.
إلهام: معنى ذلك أن هذه التسجيلات تحوي دليل براءة مساعد الطيار المتهم بإسقاطها عمدًا.
أحمد: وإن لم تحوِ خطة الإسقاط … فهي تحوي أطراف خيوط العملية كلها.
لزم «عثمان» الصمت وتسمَّر في مكانه لدقائق وهو ينظر ﻟ «أحمد» … ثم اندفع يقول في حماس: إنك قائد مجموعة قدير يا «أحمد».
ابتسم في راحة لأنه استطاع أخيرًا أن يقنع «عثمان» … ونظر إلى «ريما» ينتظر منها تعليقًا … فأطرقت بوجهها لحظات … قبل أن تقول: ما قلته معقول ومنطقي … المهم الآن كيف ستحصل على التسجيلات.
ولم يتبقَّ له لكي يبدأ العملية … إلا أن يحصل على موافقة بقية الأعضاء.
وقد رفعوا جميعًا أيديهم بالموافقة … إلا «قيس» … وكان «أحمد» يتوقَّع هذا، فلن يوافق الجميع لمجرد الموافقة … ومن المؤكَّد أن لدى «قيس» ما يريد فهمه.
لذلك قال له «أحمد»: هل لديك اعتراض يا «قيس»؟
قيس: لقد وضعنا البيض في سلة واحدة.
أحمد: تقصد وجود عملية بديلة؟
قيس: نعم في حالة فشل هذه العملية، أو أن نتيجتها لم تكُن هي المقصودة.
مصباح: أنا مع «قيس» في ضرورة وجود عملية بديلة.
أحمد: ولكنكما توافقان على عملية «بيتر»؟
وفي صوت واحد قالا: نعم!