السطو على شقة «بيتر»!
ارتاحت «إلهام» كثيرًا لاتفاقهم على بدء العملية … ورأت أن إبلاغ رقم «صفر» بهذه النتيجة أمر مهم وحيوي.
غير أن «أحمد» كان له رأي آخَر … وهو الانتهاء من الإعداد لها … ثم الاتصال به … لأنه هو الذي قرَّر أن هذه هي العملية القادمة.
وانقسمت الآراء بين مؤيِّد ومُعارِض لفكرة أن يتم اختطاف «بيتر» … وقد طرح «رشيد» هذه الفكرة بين بعض زملائه … وعندما وصلت إلى «عثمان» صرَّح بها علانية فسمعها الجميع.
ولغرابة الفكرة وخطورتها، فقد انقسمت الآراء حولها بين مؤيِّد ومُعارِض واتفقوا أخيرًا على أن تُؤجَّل مناقشتها إلى أن ينتهوا من طرح الأفكار الأقل خطورة.
أما «هدى» فقد رأت أن الموضوع لا يحتاج لعملية خاصة … ويمكنهم أن يطلبوا من «بيتر» إرسال التسجيلات مشفرة.
ولم يقابل هذا الاقتراح باستحسان … لأن اكتشاف الرسالة حتى ولو مُشفَّرة أمر هيِّن … ولن يتركوه يتمها … أما «بو عمير» فقد قال: ما رأيكم لو أنه أرسل المعلومات أو التسجيلات على الخط السري للمنظمة.
أحمد: القضية ليست في استقبال التسجيلات … القضية في إرسالها لأنهم يراقبونه هو … هذا من ناحية ومن ناحية أخرى … فإن الخط السري غير مسموح باستخدامه إلا لأعضاء المنظمة فقط.
باسم: هل يمكنه تفريغ التسجيلات وكتابة مضمونها في رسائل، وإرسالها عبر الفاكس.
مصباح: فكرة معقولة.
أحمد: إن «بيتر» مراقَب مراقبة دائمة … ولن يعطيه أحد الفرصة لفعل ذلك … لا من منزله ولا من مكتب اتصالات دولية.
ريما: لم يتبقَّ لنا غير فكرة «رشيد».
عثمان: اختطاف «بيتر»؟
ريما: نعم.
عثمان: ولماذا لا نختطف الديسك؟
وفي حماس قال «أحمد»: فكرة رائعة يا «عثمان».
إلهام: وهل سيترك «بيتر» الديسك في منزله وهو يعرف أنه معرَّض للتفتيش في كل لحظة؟
وكأنما كانت «إلهام» تستلهم ما يحدث … فقد قطعت عليهم حديثهم … موسيقى تليفون «أحمد» المحمول … وكان المتحدث «بيتر» … وقد أبلغه أن منزله قد تعرض للتفتيش الدقيق … وأن كل ما لديه من ديسكات قد سرق.
وفي لهفة وقلق سأله «أحمد» قائلًا: كل ما لديك من ديسكات؟
بيتر: نعم.
أحمد: ألم يعُد لديك ديسك واحد؟ وكان «أحمد» يقصد ديسك البوينج … إلا أن «بيتر» قال له: لم يعُد لديَّ ديسك واحد يا «أحمد»!
وظنَّ «أحمد» أن «بيتر» يحاول إخفاء أمر ديسك «البوينج» … فقد يكون التليفون مراقبًا فسأله بصورة أخرى قائلًا: إننا سيِّئو الحظ يا «بيتر»!
بيتر: لا لستم كذلك!
وكاد «أحمد» يطير من الفرح … فها هو ذا «بيتر» يفهم قصده … وها هو يجيبه إجابة تدل على أن الديسك الذي يخصهم لم يسرق.
وأراد «أحمد» أن يفهم أكثر … فسأله قائلًا: هل القمر في مداره؟
بيتر: لا … ولن يعود إلى مداره.
أحمد: يحتاج إلى مكوك.
بيتر: نعم … ليعود به إلى الأرض.
أحمد: أبلغ البوليس عن حادث التفتيش واتصل بنا على الشبكة كثيرًا … حتى نطمئن عليك.
بيتر: أشكركم يا «أحمد» وإلى اللقاء!
أغلق تليفونه … وسكت قليلًا، ولم تتمالك «ريما» نفسها … فاندفعت تقول بانفعال: هكذا أنت دائمًا … عندما تأتيك أخبار مهمة … ترسلها لنا على ناقة … وعندما تريد أن تعرف منا شيئًا. تأتي راكبًا صاروخًا.
ومن قلبه ضحك «أحمد» … ليس لأن تعليق «ريما» غاية في الظرف فقط … ولكن لأن الديسك بخير … وبعيد عن الخطر.
وببطء مثير للأعصاب … الْتَفتَ إلى «ريما» التي من شدة غيظها انفجرت في الضحك، ثم قالت له: الديسك بخير نعرف … وهذا ما نريد معرفته … وشكرًا لك.
أحمد: هل لا تريدين معرفة المزيد؟
ريما: التفاصيل لا تهمني.
أحمد: الديسك في انتظارنا … في مكان ما خارج منزل «بيتر».
فقال «عثمان» مازحًا: لقد حددت المكان بدقة … هل نذهب لنحضره؟
أحمد: سيخبرنا «بيتر» بمكان وجود الديسك في مكالمة أخرى.
إلهام: أعندما كنت تسأله قائلًا: هل القمر في مداره … كنت تقصد الديسك؟
أحمد: نعم …
إلهام: وأنت طبعًا متأكد أن تليفونه مراقب؟
ريما: طبعًا متأكد.
إلهام: إن «بيتر» الآن في محنة.
عثمان: أتقصدين أن رجال العصابة فهموا ما يقصده «أحمد»؟
إلهام: نعم … بالتأكيد.
وكانت «ريما» تنقل عينيها بينهم … وهي غير مصدِّقة أن يخطئ «أحمد» خطأ فادحًا كهذا … وشعرت أن في الأمر شيئًا آخَر … وأن «أحمد» كان يقصد من وراء ما قاله خدمة قضيتهم … فقالت له: هل أنت متأكد حقًّا أن الديسك غير موجود في شقة «بيتر»؟
أحمد: نعم.
ريما: أي إنه موجود في مكان آخَر خارج المنزل؟!
أحمد: نعم يا «ريما»، ثم ماذا؟
ريما: أنت تحاول الإيقاع بأفراد العصابة إن كانوا يتجسَّسون على «بيتر».
أحمد: كيف؟
ريما: باصطيادهم خارج منزله.