الانفجار الرهيب!
لم يوافق «عثمان» على ما قاله «دنقل» فهو يحترم آدمية الإنسان، ولا يستثمر ألمه … حتى لو كان في ذلك نجاح قضيتهم.
بل الأكثر من ذلك … أنه حمل الرجل عندما فقد الوعي من شدة الألم … ومن كثرة ما نزف.
ووضعه في إحدى غرف النوم … وطلب من «زبيدة» أن تعالجه.
فقال له «بو عمير» معترضًا: هل ترحم مَن لم يرحم ألمك؟ أتعرف كم قتل في الطائرة؟
عثمان: سأعالجه … ثم اقتله … ولكني لن أستمتع بآلامه.
فقال يسأله: ألن نحادث «بيتر»؟
عثمان: سَل «أحمد»؟
وكان بالفعل «أحمد» يحادث «بيتر» … وأخبره أنهم في إنجلترا … ويمكنه أن يزورهم وعندما رأى «بو عمير» قال له: أتعرف أين يقطن «بيتر»؟
بو عمير: نعم … أمام حديقة … هايد بارك.
أحمد: ستصطحب «زبيدة» … وتراقبان المنزل حتى ينصرف «بيتر» … ومن خلفه مراقبوه … ثم تصعد أنت وتبقى «زبيدة» أمام العمارة مراقبة.
سيترك لك «بيتر» المفتاح بين قدمي تمثال الطفل الموضوع بين باب شقته وباب شقة جاره وفي غرفة نومه ستجد علبة دبابيس عبارة عن متوازي مستطيلات … إحدى قاعدتيه هي الديسك.
وأخيرًا … أرجو أن تتحرك في حذر!
بو عمير: ومتى سيحدث ذلك؟
أحمد: في تمام السادسة مساءً.
جذب صوت الرصاص … انتباه أهل المنطقة المحيطة بالفيلَّا … فقاموا بإبلاغ البوليس … وامتلأت الفيلَّا برجاله يسألون … ويبحثون.
وانتحى «دنقل» بكبير الضباط جانبًا … وحادَثه قليلًا … فطلب منه الضابط التوقيع على ورقة بيده … ثم قام بطلب سيارة إسعاف لنقل القتيل … وأمر بتعيين حراسة على الفيلَّا … غير أن «دنقل» شكره على هذا.
وفي الرابعة ظهرًا … أفاق الرجل المصاب من غيبوبته … وأخذ يهذي. ثم طلب أن يشرب … ثم راح مرَّة أخرى في غيبوبة عميقة.
كان الوقت يجري … واقترب ميعاد إنهاء العملية.
واستعد «بو عمير» للتحرك … وكذلك استعدت «زبيدة».
وفي تمام الخامسة … غادرت فيلَّا المقر … سيارة كاديلاك تحملها إلى «الهايد بارك» وفي الطريق … قاما بتجهيز أسلحتهما … فلديهما أوامر مباشرة بالتعامل بالنيران الثقيلة … إذا ما اقتضت الظروف.
ولم تمهلهما الظروف … ولم يمهلهما القدر حتى يصلوا إلى «بيتر» … فقد شاهد «بو عمير» في المرايا الجانبية للسيارة … من يتابعه عن بُعد في سيارة لاندروفر.
وكان عليه أن يتخلَّص منه سريعًا … حتى يستطيع إتمام المهمة.
فحمل أسلحته … وغادر السيارة هو و«زبيدة» وأكمل الطريق سيرًا.
وخلال دقائق لاحظ من يطارده عن بُعد جريًا … فجرى منه … وكاد أن يفلت من مراقبته … وقرر أن يطلب من «أحمد» تليفونيًّا سيارة أخرى تنتظره على الطريق … إلا أن «زبيدة» كانت ترى أن يعودوا … ويستقلوا سيارة الرجل الذي يطاردهم فقال لها «بو عمير»: إذا حدث ما أريد … فسنعود لها.
زبيدة: وماذا تريد؟
بو عمير: ستعرفين في الوقت المناسب.
وعن بُعد لاحظ أن مطاردهم يحاول فتح سيارتهم الكاديلاك وبصحبته امرأة في زي رياضي.
وقد نجح الرجل في فتح السيارة وركوبها هو والمرأة.
وبدأ «بو عمير» يعد قائلًا: واحد … اثنان … ثلاثة.
ودوَّى في الأفق صوت انفجار شديد … وتطايرت السيارة أشلاء … وأضاءت النيران المكان … وصرخت «زبيدة» جزعة: الكاديلاك!
فقال «بو عمير»: لقد لغمت السيارة.
زبيدة: لقد كانت سيارة غالية!
بو عمير: الأغلى منها الحقيقة.
ثم استطرد قائلًا: الآن نستطيع استخدام سيارتهم «اللاندروفر».
كانت «اللاندروفر» سيارة رائعة … فقد ساعدتهم على الوصول في موعدهم.
وتذكرت «إلهام» في اللحظة الأخيرة أن السيارة … قد تلفت أنظار رجال المخابرات لأنهم يعرفونها … فطلبت من «بو عمير» أن يقفوا بها بعيدًا … وأن يكملوا الطريق سيرًا على الأقدام.
وبالطبع وافق «بو عمير» … وعندما وصلا إلى مسكن «بيتر» … رأوه يغادر العمارة … ويركب سيارة أودي صغيرة … وينطلق في طريق «يوكشير» … ومن خلفه … انطلقت سيارة «لاندروفر» سوداء.
ورأى «بو عمير» أنها اللحظة المناسبة، فترك «زبيدة» وذهب إلى العمارة … ولم يقف لينتظر المصعد … بل قفز يصعد السلالم في خفة ونشاط … حتى بلغ شقة «بيتر» فبحث عن المفتاح بين قدمَي التمثال الصغير … فوجده … وفتح الباب ودخل ثم أغلقه من الداخل.
وبحث كما قال له «أحمد» عن علبة دبابيس … وقد وجدها بسهولة … فقام بفكها وخلع قاعدتها … فحصل على الديسك.
فقام بإدارة الكمبيوتر … ووضع الديسك ليطمئن أنه المطلوب … فسمع في هذه اللحظة مفتاحًا يدور في الباب … فأطفأ جهاز الكمبيوتر … وترك الديسك بداخله … وأخرج أسلحته … واختبأ خلف إحدى كنبات الصالة.
وبعد عدة محاولات انفتح الباب … واندفع الدم في نفس اللحظة في رأس «بو عمير» … فسحب أمان المسدس … وصوَّبه في اتجاه الباب.
وانتظر … فشاهد فتاة جميلة في عمر «بيتر» … تدخل وتغلق الباب خلفها … فأصابته الحيرة … فهو لا يعرف من تكون هذه … ولا ماذا تريد … ولا يعرف حتى كيف سيخرج من مخبئه؟