الخمر
إن مساحاتٍ شاسعة من الأرض كان يمكن أن يقتات منها مئات ألوف من العائلات الجائعة، الآن مزروعة تبغًا وعنبًا وشعيرًا وحشيشة الدينار والبطاطس؛ لصنع النبيذ والجعة (البيرة) والعرق الروسي (فودكا)، وغيرها من المشروبات الكحولية.
وملايين من العمال الذين كانوا يستطيعون إبراز وعمل مصنوعات نافعة مفيدة، يعملون في معامل تقطير الخمور. ودلت الإحصاءات الرسمية على أن عُشر العمال الإنكليز يشتغلون في معامل الخمر.
ما هي يا تُرى نتائج وعواقب صنع واستعمال التبغ والنبيذ والعرق والبيرة؟
توجد حكاية قديمة عن ناسك تخاصم مع الشيطان، وقال له إنه يمنعه من دخول صومعته، فأجابه الشيطان إنه سيدخلها رغمًا عنه، ولكنه إذا دخلها يجب على الناسك حينئذ أن يعمل ما يأمره به الشيطان، واتفقا على ذلك. فمسخ الشيطان نفسه غرابًا جريحًا، وجعل يقفز أمام صومعة الناسك وجناحه المكسور يلوح في الهواء، فأشفق الناسك على الغراب وأدخله صومعته، ولما أصبح داخلها رجع إلى صورته الأصلية، وعرض على الناسك أن يفعل واحدًا من ثلاثة أمور: القتل أو الزنا أو السُّكْر، فقبل الناسك أن يرتكب جريمة السُّكر وقال في نفسه إنه إذا سَكِر يضر نفسه فقط، ولكنه لما شرب وسكر وأضاع عقله وإدراكه، قصد قريةً مجاورة لصومعته حيث أغوته امرأة ارتكب معها الزنا، وفيما هو في منزلها عاد زوجها وهجم على الناسك الذي دافع عن نفسه وقتل زوج المرأة.
هكذا يصفون عواقب السكر في حكاية قديمة يتداولها الناس، وفي الحقيقة ونفس الواقع هكذا تكون عواقب استعمال المشروبات الروحية، وقلما سمعنا أن لصًّا سارقًا التجأ إلى القتل وهو في قواه العقلية. وهذه إحصاءات المحاكم أمامنا وهي تدل دلالة واضحة على أن تسعة أعشار الجرائم ترتكب في خلال السكر. وأوضح دليل على ذلك أن بعض الولايات المتحدة المحرم فيها استعمال المشروبات الروحية وصنعها واستيرادها تقلُّ فيها الجرائم؛ فلا أثر فيها للسرقة والقتل والسلب والنهب، وسجون بعضها خالية خاوية.
ومن عواقب الخمرة وآثارها السيئة أنها تضر صحة الناس ضررًا ظاهرًا محسوسًا؛ فإن مدمني الخمرة يصابون بأمراض يموتون بها غالبًا قبل الأوان، وقلما يشفون منها مع أن المرضى من غير السكِّيرين يشفون بالمعالجة، وأن شركات التأمين على الحياة لا تؤمِّن على حياة السكِّيرين ومعتادي تعاطي المشروبات الكحولية.
ومن أثر عواقب الخمرة أنها تظلم عقل وإدراك وضمير الناس الذين إذا تعاطَوْها تتغير أطوارهم، ويغدون أخشن وأحمق وأسْفَه وأشر مما كانوا عليه من قبل.
وما هي المنفعة من شرب المشروبات الروحية؟
والجواب على ذلك أنه لا توجد منها منفعة ما.
إن الذين يدافعون عن العرق والنبيذ والجعة والوسكي وغيرها من المشروبات الروحية يقولون إنها تزيد الصحة والقوة، وإنها تدب الحرارة في الجسم والسرور في النفوس. ولكن قد اتضح الآن أن لا نصيب لهذا الكلام من الصحة. إن المشروبات الروحية لا تفيد الصحة ولا تزيدها؛ لأنها تحتوي على سمٍّ قويٍّ قَتَّال وهو الكحول، واستعمال السم لا يمكن أن يكون مفيدًا نافعًا. واتضح أيضًا أن الخمور لا تزيد في قوة الإنسان، واستدلوا على ذلك بالمقارنة بين عامِلين: أحدهما يتعاطى الخمر والآخر لا يتعاطاه؛ فظهر أن الذي لا يتعاطى الخمر يشتغل أكثر وأحسن وأتقن من الذي يتعاطاها، وظهر أيضًا أن الجنود الذين يسكرون أجبن وأضعف من الذين لا يسكرون ولا يشربون الخمر.
واتضح أيضًا أن الخمر لا يدفئ الجسم، وأن الحرارة التي تدب في الجسم على أثر شرب عدة كاسات لا تدوم طويلًا، واتضح أيضًا علميًّا أن الذين لا يتعاطون الخمر يتحملون البرد أكثر من الذين يتعاطونها.
وأما السرور الذي يستحوذ على الشاربين فإنه في الحقيقة ونفس الواقع ليس بسرور حقيقي، بل إنه سرورٌ مصطنع يجرُّ وراءه أوخم العواقب وأشنعها، الأمر الذي لا يحتاج إلى دليل. ويكفي لذلك أن يلقي الإنسان نظرة على المدن وماذا يحدث فيها في الحانات في أيام الأعياد، وكذلك على ما يحدث في القرى في الأعراس والأفراح؛ فإن السرور الناشئ من الخمر يتحول أكثر الأحيان وينتهي بالسباب والمشاجرة والجراح والقتل، فضلًا عن أنه يجعل الإنسان يهوي إلى أسفل دَرَكَات الانحطاط والامتهان.
فالخمر لا يعطي الإنسان قوةً ولا صحةً ولا سرورًا ولا حرارة، بل إنه يجلب للناس أضرارًا جسيمة.
وبناءً على ما تقدم فإنه ينبغي للإنسان العاقل ألَّا يتعاطى الخمر فقط، بل يجب عليه أن يبذل كل نفوذه ومجهوداته بألَّا يقدمها لأحد في منزله، ويمنع جميع معارفه وصحبه من استعمال هذا السم الضار الذي لا فائدة منه.
ولكن مع الأسف الشديد أن الأمور تجري على غير ذلك؛ لأن الناس يحافظون على العادات والتقاليد القديمة التي يصعب استئصالها من نفوسهم. ويا ليتهم يقفون عند هذا الحد! بل إنهم يدافعون عن الخمور دفاع الأبطال، ويسردون لك على فوائدها ومنافعها ألف برهان ودليل.
هؤلاء يقولون: إن البلاء يأتي من السُّكر وليس من كاسات قليلة. هؤلاء يقولون: إن الملك داود قال: «إن الخمرة تُفرح قلب الإنسان». هؤلاء يقولون: إن المسيح حوَّل الماء إلى خمر في قانا الجليل، وإنه بارك هناك الخمر، وإنه لو مُنعت الخمرة لانقطع الإيراد الوافر عن الحكومات التي تملأ خزائنها من الأموال التي تتقاضاها رسومًا على المشروبات الكحولية.
هؤلاء يقولون: كيف يجوز أن نستقبل الأعياد ونقيم الأفراح بدون خمر؟ وإنه غير ممكن ألَّا نشرب لدى ابتياعنا المنازل أو الأراضي أو لدى بيعها، وكذلك عند استقبال الضيف العزيز. هؤلاء يؤكدون لك أنهم إذا شربوا فإنهم يشربون بعقل، وأنهم لا يسببون ضررًا لأحد، ويقول الروسيون بنوع أخص: إن الأمير فلاديمير الشهير قال: «إن الشرب هو حياة روسيا وسرورها وفرحها».
يقول صغار الأحلام: إننا بتعاطينا الخمرة لا نضر أحدًا ولا نؤذي مخلوقًا، وإذا كنا نؤذي أنفسنا فهذا أمر يتعلق بنا نحن، لا نريد نعلِّم أحدًا كما أننا لا نريد أن يعلِّمنا أحد، ونحن ليس أول من شرب ولا آخر من سكر.
هكذا يقول شاربو الخمرة من طبقات ومراكز مختلفة، وهم بهذا القول يحاولون تبرير أنفسهم وعملهم.
هذه الأقوال كانت جائزة في ما مضى من الأزمنة، ولكنها الآن معدودة من سقط المتاع، ومن الكلام الدال على الحماقة والعناد. كان يصح هذا القول عندما كان الناس يظنون بل كانوا يعتقدون أن الخمرة تسبب سرورًا ولا تسبب ضررًا، وأن المشروبات الروحية تعطي الصحة والقوة للإنسان؛ إذ ذاك ما كانوا يعلمون أن الخمرة تحتوي على سم قتَّال فتَّاك، إذ ذاك ما كان يرى الناس عواقب تعاطي الخمرة الوخيمة التي نراها اليوم أمام أعيننا.
كان يجوز ذلك القول عندما كانوا يرون مئات وألوف الضحايا التي تضحيها الخمرة على مذبح هيكلها، عندما كانوا يرون الألوف من الناس يتحملون أشد الآلام والأسقام من تأثيرة الخمرة، عندما كانوا يرون أن الخمرة تقصف غصن حياة الشباب الرطيب. يجوز ذلك القول عندما كنا نرى ألوفًا وألوفًا من الزوجات والأولاد يتضورون جوعًا ويتقلبون على فراش الحاجة والأسقام بسبب إدمان الأزواج والآباء على تعاطي الخمرة. كان يحسن أن يقال هذا عندما كنا نرى ألوف المجرمين مطروحين في غياهب السجون بسبب الجرائم التي دفعتهم إليها الخمرة؛ حيث يشتغلون الأشغال الشاقة، وقد تركوا نساءهم وأولادهم بلا ناصر ولا معين. كان يحسن أن يقال هذا عندما كنا نرى أن مئات وألوفًا من الناس قد أضنَوْا قواهم وهدموا أجسامهم وقضوا على عقولهم ومداركهم القضاء المبرم، وكان في استطاعتهم لو لم يتناولوا تلك السموم أن يعيشوا براحة وسلام وصفاء وهناء.
وبناء على ما تقدم فإنه لا يجوز في وقتنا الحاضر أن نقول إن شرب الخمرة أو عدم شربها مسألة خاصة، وإننا لا نشرب إلا قليلًا منها ولا نؤذي أحدًا إذا تناولناها. كلَّا، كلَّا، لا يجوز مثل هذا القول؛ لأن مسألة المسكرات مسألة عامة اجتماعية.
والآن ينقسم الناس من هذا القبيل إلى معسكرين: أحدهما يجاهد قولًا وفعلًا في تحريم وصنع تلك السموم ومنع جميع المشروبات الروحية على الإطلاق، وهؤلاء لا يشربون الخمرة ولا يقدمونها لأحد لا في الأعياد ولا في الأفراح، ولا في جميع أشكال الحياة. وثانيهما يتعاطى الخمرة ويسعى لانتشارها. وقد قامت بين هذين المعسكرين حرب عَوانٌ اشتد وَطِيسها وحمي أُوَارها، وهي عامة في جميع الممالك والحكومات.
إن الناس يعدون الرجل فاضلًا إذا كان لا يشرب الخمر في الحانات بل يبتاعها ويأخذها إلى منزله، حيث يشرب منها عدة كاسات قبل الطعام ويقدمها لأصحابه وضيوفه، ويقول الناس عن مثل هذا الرجل إنه إذا سكر ينام في منزله ولا يدري به أحد. يقولون مثل هذه الأقوال الفارغة ولا يحسبون حسابًا للأضرار التي تسببها الخمرة لمثل هذا الفاضل المستور، ثم إنه بتقديمها لأصحابه يعوِّدهم على السُّكر، وبذلك يجني جناية فظيعة على نفسه وعلى الإنسانية.
وأنت أيها الشاب، إذا كنت لم تشرب الخمرة فلا تسمِّمْ جسمك بها، وحافظ على طهارتك واستقامتك، ولا تنخدع بكلام غيرك من أولئك الذين قضت الخمرة على أجسامهم القضاء المبرم، وإذا وقعت في الشَّرَك وأغرَوْك على شرب الخمر فإنه لا يسهل عليك فيما بعد استئصال هذه العادة الذميمة. لا تصدق أن الخمر ينعشك ويدخل السرور على فؤادك، إن زمن الشباب الذي تتمتع به هو زمن السرور والانشراح، وما هو ذلك السرور الذي يضيع عقلك ويجعلك والمجنون سواء؟! احذر الخمر أيها الشاب! فإنه يقودك في شبابك إلى ارتكاب المعاصي والموبقات. والويل للشاب إذا زلت قدمه! فإنه يطوِّح بنفسه إلى مهاوي الفساد والأرجاس، ولا تقوم له بعد ذلك قائمة في هذه الحياة. إن الخمرة أيها الشاب تفقدك في زمن شبابك قوة الإدراك التي منحها إياك الخالق لتقاوم بها العثرات، إنك إذا سكرت ترتكب أمورًا يستحيل عليك أن ترتكبها وأنت في عقلك، ولماذا إذن تقود نفسك إلى مثل هذا الخطر المحقق؟!
وإذا كنت أيها الإنسان رجلًا كهلًا وتعودت على تعاطي الخمرة، فبادر إلى تركها، وإلا فإنها إذا تسلطت عليك ملكتك وأخضعتك إلى سلطانها الغشوم، وإلا فإنك تموت قبل الأوان وتقصف الخمرة عمرك كما قصفت عمر كثيرين قبلك من الشبان والكهول. وأما إذا استرسلت في شربها وداومت على تعاطيها وتقديمها لأصحابك، فإنك تعوِّد زوجتك وأولادك وأخاك وأصحابك على السُّكر، وتقودهم إلى الهلاك المحقق، وتكون في مثل هذه الحالة لا فرق بينك وبين القتلة وسفاكي الدماء.
لا يجب أن يخطر على بالك أيها الإنسان أنه إذا انقطعت عن تقديم الخمرة في الأعياد والأفراح أنك تترك عادات الوسط المقيم فيه، بل تترك مجاراة جيرانك في عاداتهم الذميمة، دع عنك مثل هذه الأفكار وانسج على منوال أولئك الأفاضل الذين تركوا هذه العادات، وأبدلوا تقديم الخمرة بمأكولات لذيذة وحلويات شهية ومشروبات مرطبة.
ويل ثم ويل للإنسان الذي تأتي بسببه العثرات! خير له أن يعلق في عنقه حجر الرَّحَى ويُطرح في البحر. ولذلك أقول لك أيها الإنسان: ابتعد عن إغواء غيرك، ولا تضغط على الناس وتدعوهم إلى شرب الخمرة، واذكر قول الكتاب العزيز القائل: «من ليس معي فهو عليَّ، ومن لا يجمع معي فهو يفرق».
ثم قال الفيلسوف: لماذا يميل الناس إلى إضاعة عقولهم؟ لماذا يقتلون أجسامهم؟ لماذا يسعون إلى الجنون والخبل والذهول؟ لماذا يستعملون تلك المواد المخدرة؟ فإذا لم يشرب الإنسان الخمرة وإذا لم يدخن فإنه يستعمل الحشيش والأفيون والمورفين! لماذا أقبل الناس على هذه المهلكات، لا فرق بين المتدين والمتوحش والعالم والجاهل والغني والمتوسط والفقير؟!
اسأل أي إنسان لماذا يشرب الخمر، ولماذا يتعاطى المخدرات والمكيفات، فيجيبك من ساعته: إني أفعل ذلك ناسجًا على منوال الآخرين الذين يشربون لاستجلاب السرور والانشراح والحبور.
اسألوا مدخن التبغ لماذا يدخن، فيجيبك أنه يفعل ذلك للتسلية وطرد الهموم التي تراكمت عليه.
إن أسباب ذلك أستخلصها من مطالعاتي ومن مراقبة الناس ومراقبة نفسي عندما كنت أسكر وأدخن، وهي تنحصر فيما يأتي:
إن الإنسان في خلال إدراكه وفي خلال وجوده بكامل قواه العقلية المدركة يستطيع أن يرى في نفسه خاصيتين مفترقتين: أولاهما خاصية عمياء حساسة والأخرى روحية مبصرة. أما الخاصية الحيوانية العمياء فإنها تنحصر في أنه يأكل ويشرب ويستريح وينام ويتناسل ويتحرك كما تتحرك الآلات الصماء. وأما الخاصية الروحية المبصرة — المرتبطة بالخاصية الحيوانية — فإنها لا تفعل شيئًا من نفسها، بل إنها تراقب عمل الخاصية الحيوانية التي تخالفها وتشتبك معها في حرب عوان.
إن الخاصية المبصرة هذه تشبه البوصلة (إبرة القبلة)، التي يشير طرفها الواحد إلى الشمال والطرف الآخر إلى الجنوب، وعقرباها يرشدان السفن والمسافرين إلى الجهة المقصودة، فإن فعل حاملها بحسب إشارتها فإنه لا يضل الطريق، بل يصل إلى المحل المقصود بأمان واطمئنان. وهكذا فإن الخاصية الروحية التي نسمي مظهرها في أحاديثنا بالضمير الذي ترشد إحدى جهاته إلى الخير والأخرى إلى الشر، ونحن لا نراه — أي الضمير — إلا إذا حدنا عن الجهة التي يرشدنا إليها؛ أي من الخير إلى الشر. وكل إنسان يشعر شعورًا محسوسًا بأنه إذا ارتكب إثمًا مخالفًا لصوت الضمير وإرشاداته، فإنه يسمع من داخله صوتًا قاسيًا يؤنبه تأنيبًا مؤلمًا، ويقول له: لقد انتصرت خاصيتك الحيوانية على خاصيتك الروحية المبصرة.
إن تسعة أعشار الجرائم ترتكب بسبب السكر.
إن أكثر النساء الساقطات يسقطن في هوة الفساد بسبب الخمر. إن تسعين في المئة من الرجال الذين يرتادون منازل العاهرات يكونون سكارى. إن الناس يعلمون حق العلم خاصية الخمرة، ولكنهم يخنقون صوت الضمير ويشربونها وهم عالمون بتلك العواقب الوخيمة التي تنجم عنها.
إن بعض الدول إذا أرادت القيام بمعارك بالسلاح الأبيض تسقي جنودها قبل المعركة كاسات عديدة من الخمر، وقد أشار التاريخ إلى أن الجنود الفرنسية في معارك سيفاستوبل الشهيرة كانوا دائمًا أبدًا سكارى. إن الناس يسعون دائمًا إلى إماتة ضمائرهم وقتل وجدانهم بتعاطيهم المخدِّرات والمكيِّفات. إنهم يعلمون كما قدمنا حق العلم عواقب تعاطي تلك المهلكات الوخيمة، ولكنهم يقدمون عليها لأن ضمائرهم ماتت وإحساساتهم ضاعت، فيحكمون على نفوسهم بالإعدام وعلى زوجاتهم وأولادهم بالجوع والفاقة والسقوط أحيانًا في مهاوي مواخير الرجس والخنا. والغريب فيهم أنهم لا يسمعون نصيحة ناصح ولا يَرْعَوُون عن غيهم وضلالاتهم ويسترسلون في موبقاتهم، وبذلك يقضون على نفوسهم بالموت المحقق.