الرؤى السلوكية
يتأثَّر سلوكُنا بشدَّة بالعوامل التي تقع خارج نطاق إدراكنا الواعي، إلا أننا نَميل إلى التقليل من قوة هذا الجانب «التلقائي» من سلوكنا؛ ونتيجةً لذلك، تضع الحكومات في كثير من الأحيان سياساتٍ غيرَ فعَّالة، وتصنع الشركاتُ منتَجاتٍ سيئة، ويضع الأفراد خُططًا غير واقعية. وفي المقابل، يُطبِّق نَهج الرؤى السلوكية أحدثَ الأدلة حول ما يؤثِّر على السلوك البشري الفعلي، بهدفِ حلِّ المشكلات العَملية. ويعرض هذا الكتاب من سلسلة «المعارف الأساسية» مقدمةً سهلة عن نهج الرؤى السلوكية، ووصفًا لسِماته الأساسية وأصوله، ويوضِّح كيف يرتكز هذا النَّهج على الاهتمام بالمشكلات العَملية، واستخدام الأدلة العِلمية التي يوفرها لحلِّ هذه المشكلات وتقييم أثر الحلول. ويُقدِّم الكتاب كذلك لمحةً عامة عن أصول هذا النَّهج في علم النفس والاقتصاد السلوكي، وتوسُّعه الحديث في مجالات أخرى جديدة. وأخيرًا، يلخِّص الكتاب القيود والتداعِيات الأخلاقية لهذا النَّهج، وما يُخبِّئه المستقبل لهذا المجال السريع النمو.