نصوص قصصية من روائع الأدب الأفريقي
«في اليوم التالي، وفي العمود السادس من الصفحة الرابعة من الجريدة، كان العنوان صغيرًا ومن العسير ملاحظته: «فتاة أفريقية يَغمُرها شوقُ العودة إلى وطنها تقطع رقبتَها في مدينة أنتيب».»
الأدب صوتُ المجتمَعات، والأدب الأفريقي صوتُ القارة السمراء، والنصوص التي بين أيدينا طبقاتٌ متنوِّعة من هذا الصوت يتردَّد صداها عبْرَ أرجاءٍ مختلفة من القارة، يجمعها خطٌّ واحد مشترَك يتمثَّل في ثلاثة محاور هي: الهروب الرومانتيكي من الواقع إلى عالم الخيال، والاحتجاج، والسخرية التي هي مزيج من الاحتجاج والقَبول. يغلب على معظم هذه النصوص موضوع تصادُم الحضارتَين الأفريقية والغربية، وهو ما يتجلَّى بوضوح في قصة «امرأة متزوجة حقًّا» ذات الطابع الكوميدي الساخر، وقصة «فتاة سوداء» التي تتناول وضْعَ السودِ داخلَ المجتمَعات الغربية في أوروبا، والانهزامَ النفسي الذي يتعرَّضون له إلى حدٍّ يؤدي أحيانًا إلى الانتحار، وقصة «لقاء في الظلام» التي تتناول نوعًا آخَر من التصادم يتمثَّل في التعليم الغربي. وقد جاءت هذه المجموعة محاوَلةً للإشارة إلى ما حدَث من تطوُّر للشكل الفني للقصة القصيرة الأفريقية.