من محمد علي إلى عباس الثاني
- الأول: الوصول إلى منابع النيل حتى تكون في قبضة المصريين.
- والثاني: حفر معادن الذهب؛ ليقرن ثروة مصر الزراعية بثروة معادن السودان.
- والثالث: تجنيد السودانيين؛ لأنهم أهل بأس وشدة، وقد اشتهروا بالحروب، وهو في ملكه الجديد بحاجة إلى الجيوش.
- والرابع: استئصال شأفة المماليك الذين لجأوا إلى دنقلة وسنار مخافة أن يؤلِّفُوا جيشًا سودانيًّا يغزون به مصر، ففعل ما فعل نابوليون قبله بإرساله ديسكس للقضاء على بقية المماليك في السودان بعد أن قهرهم في مصر.
- والخامس: التخلص من جيشه المتطوع من الأرناءوط والجركس والمغاربة والترك بإقطاعهم الإقطاع في السودان الواسع؛ لأن هذا الجيش المتطوع كان كجيش الإنكشارية في الأستانة مصدر تعب وخطر، فما كانوا يخضعون للنظام الذي نظم به جيشه المصري على أسلوب الجيش الفرنساوي.
- والسادس: تمهيد طريق التجارة بين مصر والسودان؛ لأن التجار المصريين كانوا يَلْقَوْنَ مشقات عظيمة في معاملة بلاد السودان، بل كانوا عرضة للأخطار الشديدة.
- والسابع: إتمام تأليف المملكة المصرية بضم سوريا وبلاد العرب إليها بعد ضم السودان منبع النيل.
فبدأ عمله بإرسال وفد في سنة ١٨١٢ إلى ملك سنار يتودد إليه، ويطلب منه طرد المماليك الذين لجأوا إلى بلاده، وزود ذلك الوفد بالهدايا والتحف النفيسة، وأرسل مع الوفد أناسًا من رجال الحرب والعلم فكتبوا له التقارير الضافية ووضعوا الخطط لفتح السودان، وفي سنة ١٨١٦ أرسل وفدًا آخر برئاسة كايو الفرنساوي للوقوف على معادن الذهب في جبل زباره ومعه الفنيون لوضع خريطة البلاد، فلما أتم ذلك كله وجَّه ابنه الأمير إسماعيل على رأس جيش ضخم لفتح سنار وزوده بالهدايا، وأوصاه بأن يُدْخِلَ في طاعته البلاد بلا حرب، وأرسل معه وفدًا من العلماء؛ ليرشدوا الناس، ويحببوا إليهم هذه الطاعة، فنجح نجاحًا كبيرًا، فإن بلاد النوبة سلمت بلا قتال، ولم يقع فيها ما يستحق الذكر من سنة ١٨٢٠ إلى ١٨٨٥ سوى ثورة حسن وردي الكاشف فإنه بعد تقديم الطاعة للأمير الذي ولَّاه على بلاد السكوت بين حلفا ودنقلة قتل بعض رجال الحامية المصرية وامتنع بقلعة هناك مع عبيده فأرسل محمد علي قوة من مصر حصرته في القلعة ونسفتها بالبارود.
وكان ملوك تلك البلاد وزعماؤها يتقدمون إلى الأمير إسماعيل طائعين إلى أن وصل إلى كورتي فوجد أمامه ثلاثة من ملوك الشايقية يريدون قتاله فمزَّق شملهم، وواصل سيره وهو يتقبل طاعة الملوك، ويقرهم على بلادهم، ويعزز جيشه بقوة من رجالهم، وكانت تلك القوة السودانية أول نواة الجيش السوداني الذي ظل شطرًا من الجيش المصري إلى اليوم، وفي ٢٨ مايو ١٨٢١ دخل الأمير إسماعيل الخرطوم، وكان قد أرسل إلى الملك بادي ملك سنار يدعوه إلى الطاعة فأجابه جوابًا جافًّا؛ لأن المماليك الذين فَرُّوا من مصر سلموا جيش ذلك الملك ستة مدافع أخذوها معهم، فزحف الأمير إسماعيل قاصدًا سنار، وقبل أن يصل قدم له ملكها الطاعة فدخل العاصمة في ١٢ أكتوبر ١٨٢١، وأعلن العفو العام، وبذلك تم فتح البلاد، وأحصى عدد السكان والعبيد والدور والمواشي؛ ليقف على موارد السودان من كل وجه، ولما وصل الخبر إلى محمد علي أرسل ابنه إبراهيم لمساعدة أخيه إسماعيل على تنظيم البلاد، وأمره بمواصلة الزحف حتى منابع النيل؛ لأن الوصول إليها وامتلاكها هو الغرض الأول والأسمى من امتلاك السودان، فاتفق الأميران على إعادة تنظيم الجيش وقسمه قسمين؛ قسمًا يواصل الزحف على النيل الأزرق لاكتشاف منبعه واكتشاف معادن الذهب في بلاد شنقول، وقسمًا يواصل الزحف على النيل الأبيض فسار الأمير إسماعيل قاصدًا بلاد فازوغلي، وسار الأمير إبراهيم قاصدًا بلاد الدنكا، وظل ديوان أفندي محافظًا لسنار، ولما وصل إبراهيم إلى جبل القربين أصيب بالدوزنتاريا فعاد إلى مصر، وتولى القيادة سلاح داره طوسون حتى وصل إلى آخر بلاد الدنكا، وأتم الأمير إسماعيل فتح بلاد فازوغلي وبحث كايو عن معادن الذهب في شنقول فتبين له أنها قليلة التبر، وفي أثناء غياب الأمير إسماعيل عن سنار اتفق حاكمها ديوان أفندي وكاتبه المعلم حنا على ضرب الضرائب على الأهالي فهاجوا، ولما بلغ الأمير إسماعيل الخبر عاد مسرعًا وأبطل الضرائب وعفا عن الثوار.
وكان محمد علي قد أعد في الوقت ذاته جيشًا لفتح كردوفان بقيادة صهره محمد بك الدفتردار، وكانت كردوفان تابعة لسلطنة دارفور فقاتله حاكمها قتالًا شديدًا فكسره ودخل الأبيض عاصمتها، وتقدم إلى دارفور لفتحها، وقبل أن يصل إلى دارفور بلغ الأمير إسماعيل وهو في سنار أن الملك نمرًا ملك السعداب في شندي يتحفَّز للثورة، فجاء شندي في ديسمبر سنة ١٨٢٣ وأحضر الملك نمرًا وتهدده وضرب عليه جزية، فأظهر الرجل الطاعة، ولما جَنَّ الليل جمع عبيده ووضعوا الهشيم حول المنزل الذي ينام فيه الأمير إسماعيل ورجاله وأضرموا فيها النار فماتوا جميعًا وفر الغادر، فأخذ القواد يؤدِّبون الذين اشتركوا بهذه الجريمة، وأسرع الدفتردار من كردوفان للانتقام من الملك نمر فَفَرَّ من وجهه فأدب شركاءه أَشَدَّ تأديب، ولجأ الملك نمر إلى بلاد الحبشة حيث مكث إلى عهد سعيد باشا الذي عفا عنه.
وعاد الدفتردار إلى مصر فعَيَّنَ محمد علي الميرالاي عثمان بك أول حاكم على السودان في سنة ١٨٢٥ وخلفه محو بك سنة ١٨٢٦ ثم خورشد باشا الذي أمر ببناء الخرطوم والمدن الأخرى بالطوب، ووَسَّعَ الفتح في جهات الحبشة، وجعل القلابات مركزًا كبيرًا للتجارة، وبنى المساجد والمدارس الابتدائية وعلم الناس لبس القماش وكانوا يلبسون الجلود، وفي سنة ١٨٣٠ فتح بلاد الشلوك وفي سنة ١٨٣٥ نظم المحاكم، وقرَّر أن تقدم كل قبيلة عددًا من العبيد للخدمة في الجندية.
وفي سنة ١٨٣٩ خلفه في حكم السودان أحمد باشا أبو ودان، وزار محمد علي تلك البلاد فسافر من القاهرة في ١٥ أكتوبر من تلك السنة فوصل إلى الخرطوم في ٢٣ نوفمبر وأقام فيها ٢٢ يومًا، ثم ذهب إلى فازوغلي وكان قد شَيَّدَ قصرًا في فامكه فأقام فيه وهو ينظر في أمور تلك البلاد وينظمها وأعلن إبطال النخاسة، ثم عاد إلى مصر فوصل إلى القاهرة في ١٤ مارس سنة ١٨٤٠، ودخلت كسله في حكم السودان الذي قسم إلى سبع مديريات، وخلف أحمد باشا أبو ودان أحمد باشا المناكلي سنة ١٨٤٤ ثم خالد باشا من سنة ١٨٤٦ إلى ١٨٥٠ وكان إبراهيم باشا قائمًا بإدارة الملك مقام أبيه محمد علي فمات في ١٠ نوفمبر سنة ١٨٤٨، وفي ٢ أغسطس سنة ١٨٤٩ مات محمد علي فأقيمت عليه المناحات في جميع أنحاء السودان، وفي سنة ١٨٥٠ على عهد عباس باشا الأول عين عبد اللطيف باشا حاكمًا فأسس رفاعة بك وبيومي بك المدرسة الكبرى في الخرطوم، ثم عين رستم بك حاكمًا على السودان، وطلب قنصل إنكلترا من عباس باشا الذي خلف جده إرسال بعثة لدرس أحوال السودان فأرسلت البعثة برئاسة المستر مري، وكان هذا الرجل ذا نفوذ كبير على عباس الأول، وهذه البعثة هي أول بعثة إنكليزية للسودان، وفي سنة ١٨٥٤ توفي عباس باشا وتولى سعيد باشا فعين حاكمًا على السودان علي چركس باشا، وزار السودان حليم باشا ابن محمد علي فأقام مدة طويلة، ثم زاره سعيد باشا ذاته فوصل إلى الخرطوم في ١٦ يناير سنة ١٨٥٧ فنظم البلاد، ورتب البوستة بين مصر والسودان، وأنزل الضرائب، وحَرَّمَ على الجند تحصيلها، وألَّف في الخرطوم مجلسًا شوريًّا من أعيان البلاد يجتمع مرة في السنة للنظر في شئون البلاد وإصلاحها، وأعلن إبطال الرق، وكلف مونجل المهندس الفرنساوي برسم خط السكة الحديدية بين حلفا والخرطوم، وعلى عهده عاد الملك نمر وجماعته من بلاد الحبشة، وطلبوا الأمان فأمنهم سعيد باشا وأعاد إليهم أملاكهم.
وفي ١٧ يناير سنة ١٨٦٣ توفي سعيد باشا وخلفه إسماعيل باشا فاهتم بالسودان اهتمامًا كبيرًا، وعلى عهده تمت الفتوحات الكبيرة، ومد رواق مصر وسلطانها إلى ما وراء خط الاستواء، ودخلت زنجبار وأوغندا تحت حماية مصر، وبدأ بمد الخط الحديدي من حلفا وسواكن، وامتلك سواحل البحر الأحمر، واكتشف معادن البترول والرصاص والحديد، وفتح دارفور، وضرب المثل بشمول الأمن والراحة لبلاد السودان.
ومن ولاة السودان الذين يذكرون بحسن الإدارة موسى باشا حمدي، فإنه قَدِمَ تلك البلاد على عهد سعيد باشا وإسماعيل باشا (١٨٦٣–١٨٦٥) وقمع الثورات في كردوفان، وألف مجلسًا من الأعيان والوجوه، ووضع نظامًا لجمع الضرائب وجعلها ثلاثة أنجُم في السنة، وعيَّن من الأهالي نظار أقسام ومعاونين، وألبسهم الملابس التركية، وطرد الأحباش من القلابات، وفي أيامه وَصَلَ إلى الخرطوم صموئيل باكر وزوجته؛ لاكتشاف منابع النيل الأبيض، ولمقابلة غرانت وسبيك اللذين أرسلتهما الجمعية الجغرافية الإنكليزية للغرض ذاته سنة ١٨٥٨ بطريق زنجبار، وكانت إحدى الحملات العلمية التي أرسلها محمد علي سنة ١٨٤١ وقد وصلت إلى غاندوكرو.
ولما تولى إسماعيل باشا في ١٨ يناير ١٨٦٣ جاء موسى باشا إلى مصر فأطلع إسماعيل باشا على حالة البلاد فأنعم عليه برتبة الفريق وأبقاه في منصبه إلى أن توفي هناك في ٦ مارس ١٨٦٥.
وخلفه جعفر باشا صادق، وفي ولايته عصى الجهادية في كسلة وعددهم أربعة آلاف جندي من السودانيين وألف من الباشبوزق الترك والشايقية؛ لأنهم لم يتناولوا رواتبهم، فتوسط بالأمر السيد محمد المرغني مؤسس الطريقة المرغنية فأعطاهم رواتبهم وأعادهم إلى الطاعة وساروا للغزو الذي رفضوا القيام به عند صدور الأمر لهم بذلك، وحاكم جعفر باشا العصاة وأدَّبهم تأديبًا شديدًا جدًّا.
وتلاه جعفر باشا مظهر (١٨٦٦–١٨٧١)، وعلى عهده ضمت سواكن ومصوع إلى السودان (١٨٦٦) وأوفده إسماعيل باشا إلى سواحل البحر الأحمر، وفي سنة ٦٩ أرسل البلالي إلى بحر الغزال لاحتلاله، ووصل السير صموئيل باكر من مصر لتولي إدارة خط الاستواء ولمنع تجارة الرقيق.
وبعد عزل جعفر باشا مظهر سنة ١٨٧١ ولي ممتاز باشا (١٨٧١–١٨٧٣) فأدخل إلى السودان زراعة القطن المصري، ولكنه أكثر من طلب الرشوة فشكاه السودانيون إلى إسماعيل باشا، فأمر بالقبض عليه والتحقيق معه وعزله.
وبعد عزله ولي إسماعيل باشا أيوب (١٨٧٣–١٨٧٧) فكانت فاتحة أعماله إزالة السدود من النيل الأبيض حتى انطلقت فيه المراكب، وقسم البلاد إلى مديريات وجعل كل مدير مسئولًا عن مديريته، وعلى عهده عاد باكر من خط الاستواء وخلفه غوردون بطلب ولي عهد إنكلترا، وفي عهد ولايته فتحت دارفور وضُمَّتْ إلى السودان على يد الزبير باشا، وأرسل إسماعيل باشا هيئتين علميتين لدرس حالة دارفور، وأرسل يرسم طريق السكة الحديدية من مصوع إلى كسلة، واحتل سنهيت لهذا الغرض، وابتاع إقليم آيلت من صاحبه لوقوعه وسط الأملاك المصرية بين حماسيم ومصوع، فأغضب ملك الحبشة يوحنا الذي رفع الأمر إلى الدول ولا سيما إنكلترا، فلم يهتم له إسماعيل باشا، ووجه نظره إلى هرر، وهي سلطنة إسلامية منذ الفتح الإسلامي مات سلطانها أحمد فاستبدَّ بالأهالي خلفه محمد، فطلبوا من إسماعيل باشا واليًا عليهم فقبل أن يجيب طلبهم وابتاع بربر وزيلع ميناءَيْ هرر من الباب العالي مقابل ١٣٣٦٥ جنيهًا في السنة (يوليو ١٨٧٥)، وفي شهر سبتمبر ١٨٧٥ أرسل رءوف باشا بحملة إلى هرر فقبض على الأمير محمد وقتله، وظلت هرر مصرية إلى أن أخلوها مع أقاليم السودان.
وكانت حماسيم سبب الحرب مع الحبشة وانكسار المصريين في ١١ نوفمبر ١٨٧٥ وفي ٨ مارس ١٨٧٦.
وخلف غوردون باشا إسماعيل باشا أيوب (٧٧–٧٩) فملأ السودان بالموظفين الأجانب، وبدأت الثورات كثورة السلطان هارون في دارفور، وثورة سليمان بن الزبير، وثورة رابح مولى الزبير، وثورة الصباحي في دارفور.
وفي سنة ٧٧ بدأ إسماعيل باشا بمد الخط الحديدي من حلفا إلى الخرطوم، ولكنه لم يمد منه سوى ٥٠ ميلًا.
ولما خلف توفيق باشا إسماعيل باشا على عرش مصر (٢٥ يونيو ١٨٧٩) كان غوردون حاكمًا على السودان فاستعفى (٧ سبتمبر ١٨٧٩) فعين رءوف باشا خلفًا له، وفي سنة ١٨٨٠ قامت الثورة في الصومال فأخمدها حاكم هرر، وتلتها الثورة العرابية بمصر، ثم ثورة محمد أحمد.
وخلف عبد القادر باشا حلمي رءوف باشا (٨٢–٨٣)، ثم علاء الدين باشا، ثم غوردون الذي كانت مهمته إخلاء تلك البلاد فقط.
فأنت ترى ممَّا تقدم أن المصريين تقدموا الإنكليز في كل شيء في الأقطار السودانية؛ فتقدموهم بمد السكك الحديدية، وفتح السدود، وإنشاء المدارس، وزرع القطن، وإبطال الرقيق وتمدين الأهالي، وإنشاء طرق المواصلات، حتى إن إسماعيل باشا كان يشتغل بتمهيد الطريق من وادي جوبا القائم الخلاف عليها الآن بين الإنكليز والطليان، إلى خط الاستواء.
وبعد أن استعيد السودان وجُعِلَ شركة بين مصر وإنكلترا في سنة ٩٨ زار عباس باشا الثاني الخرطوم في ٣ ديسمبر ١٩٠١ فألقى خطابه الذي تضمَّن الشكر للذين أتموا السكة الحديدية ومحوا سلطة التعايشي، وأعادوا الراحة والعدل، وقال: «إن العلمين الإنكليزي والمصري اللذين يخفقان معًا هما إشارة إلى الحكومة المشتركة التي أخذت على عاتقها حماية الأهالي» وما شاكل ذلك فكان الفرق بين زيارة سلفائه وزيارته عظيمًا جدًّا كالفرق بين الحالتين، وزار اللورد كرومر معتمد إنكلترا — الذي أَكْرَهَ حكومة مصر على ترك السودان — تلك البلاد ثلاث مرات الأولى سنة ١٨٩٩ والثانية ١٩٠٠ والثالثة ١٩٠٣ فألقى الخطب ووعد بالإصلاحات … إلخ؛ لأن الأمر في السودان صار أمره، وفي تلك الخطب وضع البرامج للأعمال القائمة هناك كأعمال الخزانات وسواها، وكانت خطبه تحقيق نبوءة غلادستون سنة ١٨٧٧ بقوله: «إذا نزلنا في مصر ذهبنا إلى السودان، وإذا ذهبنا إلى السودان مددنا أيدينا من خط الاستواء إلى جنوب أفريقيا، وأتممنا تأليف إمبراطوريتنا الأفريقية.»