الفصل الحادي عشر
في صيف عام ١٩٠٩، سافرت إلى أوروبا لأول مرة وقد قصدنا إلى فرنسا نزولًا على مشورة الأطباء للاستشفاء. وكان معنا في هذه الرحلة أخي وزوجته وأولاده ووالدتي.
وقد أبحرنا على إحدى البواخر الألمانية، وسارت بنا في هدوء واتزان إلى أن اقتربنا من نابولي، وكنت أتوق لرؤية هذا الميناء الذي طالما شوقتني خالتي إليه بوصفها الجميل له، وعندما أوشكت السفينة على الرسو، أبصرنا زوارق صغيرة ملأى بالمغنين والموسيقيين يوقعون الأغاني الشعبية ابتغاء عطف المسافرين عليهم بدراهم قليلة.
وكم كان مؤثرًا وغريبًا ومسليًا في وقت واحد منظر تلك الزوارق تحوط بها أسراب من الأطفال الصغار يسبحون في الماء كالأسماك في انتظار عطايا المسافرين. فإذا ما ألقى إليهم أحد ببعض الليرات، غاصوا جميعًا في الماء لالتقاطها. بينما يطوف بعض الباعة الجائلين بالمركب ليبيعوا الصدف والمرجان وأنواع الأنتيكات والحلي وغيرها.
وعندما رأينا حال أهل تلك المدينة، لم نشعر بأننا بعدنا كثيرًا عن الشرق، إذ كنا نرى الأطفال حفاة عراة الرءوس ليسوا على جانب كبير من النظافة كما كان الحال في بعض البلدان الشرقية، كذلك فقد كنا نشاهد في بعض الطرقات الملابس المغسولة منشورة في النوافذ والشرفات، وأحيانًا على حبال مشدودة بين منزل وآخر بعرض الشارع، وفي الأحياء الفقيرة كنا نرى بعض النساء جالسات أمام بيوتهن يمشطن شعورهن.
أمضينا في نابولي تلك الليلة بعد أن زرنا بركان فيزوف والجاليري، وعندما استيقظت في الصباح الباكر ونظرت من نافذة غرفتي، رأيت منظرًا من أروع مناظر الطبيعة، فقد كانت الشمس تبدو من بين قمم الهضاب وكأنها شعلة متقدة من النيران.
وقد أبحرت بنا الباخرة بعد ذلك في طريقها إلى مرسيليا. وعندما اقتربنا منها، ظهرت أمامنا في ثوب يختلف عما رأيناه في نابولي، فقد كانت السماء قاتمة والهضاب المحيطة بالميناء، رمادية اللون، وقد رست الباخرة في الميناء صباحًا … وأمضينا ذلك اليوم فيها، وهي مدينة جميلة وبهيجة وكثيرة الحركة والنشاط، فهي بلد تجاري، وقد استلفت نظري تقارب عادات أهلها مع أهالي الموانئ الشرقية. وقد قصدنا زيارة بعض معالم تلك المدينة وآثارها، فزرنا الجاليري، والمتحف وكنيسة نوتردام دي لومباري، وهي كنيسة أثرية عظيمة على مرتفع شاهق.
وفي اليوم التالي، دعانا شقيقي للغداء في فندق «لاريزوف»، وهو يقع على الكورنيش فوق مرتفع مطل على منظر البحر الجميل، وفيه تناولنا نوعًا من الحساء يسمى «البويابيس»، وهو مصنوع من جملة أنواع من السمك مضافًا إليها التوابل، ويقدم مع قطع من الخبز الجاف والجبن المبشور.
وقد سافرنا في اليوم التالي إلى ليون؛ حيث قضينا يومين تفرجنا خلالهما على مصانع الأقمشة الشهيرة وعلى حوانيتها المنظمة، وقد اشترينا منها بعض ما يلزمنا من ملابس … وليون بلد أوروبي محض لم نر فيه شيئًا يذكرنا بالشرق، وهو فوق ذلك كله بلد صناعي وتجاري وعلمي من أعظم بلاد فرنسا.
غادرنا ليون قاصدين باريس؛ حيث نزلنا في «برنسيس أوتيل» بشارع الشانزليزيه؛ حيث كنا قد حجزنا غرفنا، ولما مررنا بميدان الكونكورد الواسع الجميل، رأيت حركة كبيرة … وعجبت لوجود المسلة المصرية في وسط ذلك الميدان العظيم تنطق بعظمة مصر ومجدها القديم في تلك البقعة التي تعتبر رمز الحضارة والمدنية الحديثة، وكان وجودها ميثاقًا دائمًا للصداقة الأدبية المتينة التي توطدت أواصرها بين أبناء النيل وأبناء السين. وقد رأيت الرجال والنساء مشاة وركبانًا، وزرافات ووحدانًا، يمرون بشارع الشانزليزيه في أبهى حلة وأجمل زينة، فظننت أنه يوم عيد، وسألت شقيقي عن هذه المناسبة، فأجابني بأن باريس هكذا كل يوم …
وقد أعجبتني باريس، ليس فقط لجمال مبانيها، واتساع شوارعها وتنظيم ميادينها وتنسيق متنزهاتها وحسن هندام أهلها، وإنما أيضًا؛ لأن الإنسان يجد في كل خطوة فيها ما يغذي عقله ويوسع خياله وينمي مداركه ومواهبه … هناك الجمال وحسن الذوق يتجليان في كل شيء ويدفعان الإنسان إلى البحث عن معرفة أصله.
وكان يكسب هذه الحركة العظيمة رونقًا وبهاء، مرور العربات تحت قوس النصر الذي يقع وسط ميدان النجمة الجميل، وعلى جانبي الشارع تتناثر الفنادق الكبيرة والمقاهي الأنيقة التي تعزف فيها الموسيقى والغاصة بالجماهير، وعلى هذا الميدان يطل فندق «برنسيس أوتيل» وهو من الفنادق العائلية الممتازة، وهو عبارة عن سراي قديمة بها غرف وأبهاء واسعة منسقة تنسيقًا جميلًا ومفروشة بأثاث فاخر ورياش ثمين، وقد استأجرنا في هذا الفندق طابقًا مستقلًّا بالاشتراك مع شقيقي، فكنا نشعر في هذا المكان الهادئ أننا لسنا بعيدين عن منازلنا.
وقد خرجنا في اليوم التالي لوصولنا باريس لمشاهدة بعض حوانيتها الكبيرة والتوصية على ما يلزمنا من المحلات الشهيرة، وكم عجبت عندما رأيت محلات الأزياء الكبرى تعرض الملابس على فتيات جميلات أنيقات … ولم يكن في هذا العرض مجرد الترغيب في شراء الملابس، بل فيه دروس للمشترية تمكنها من تمييز ما يلائم هذه الملابس من باقي اللوازم التي تحتاجها لتكملة أناقة الملبس، وكذلك تستطيع أن تنتقي الألوان المناسبة للون شعرها وبشرتها.
وقد صادف ذلك يوم مهرجان الزهور في غابة بولونيا، فكان طريق الأكاسيا غاصًّا بالمتفرجين والمتفرجات من المشاة والجالسين على جانبي الطريق، وكانت عربات الزهور تمر مكسوة بأنواع الأزهار المختلفة وأمامها وخلفها عربات تقل السيدات والرجال في أبهى زينة وأجمل ملبس. وكانوا يتراشقون بالأزهار والورود تغمرهم البهجة ويرفرف عليهم السرور، بينما كان المشاة والواقفون يجمعون الأزهار التي تتساقط من العربات ويكونون منها باقات لأنفسهم يزينون بها منازلهم وغرفهم الصغيرة، فمن طابع الأوروبيين ميلهم الشديد للأزهار وتقديرهم لها وحبهم فيها باعتبارها غذاء لأرواحهم، حتى إن معظم الفقراء لا يبخلون على أنفسهم بشراء بعض الأزهار يزينون بها بيوتهم أو يحلون بها صدورهم.
وقد تطوع شقيقي في أن يكون دليلنا مدة إقامتنا في باريس، فكان لنا خير دليل وأكبر معين؛ لأنه كان يعرف كل مرافقها وضواحيها ومنتزهاتها ودور التمثيل والفنون الجميلة والمتاحف والسرايات الملكية القديمة والتاريخية، وكان ذلك يرجع إلى ما يتحلى به من حسن الذوق وتقدير الأشياء حق قدرها، ولذلك كان وجوده معي يكسبها جمالًا في عيني فوق جمالها ويزيد من تقديري لها، وهو ما لم أعد أشعر به من بعده.
كم كنت أرتاح لوجودي بجانب شقيقي في الزيارات التي كنا نقوم بها في باريس، لاتفاق شعورنا وميولنا في تقديرنا للفن والعلم والجمال وتقارب أذواقنا، وأظن أنه هو أيضًا كان يشعر مثلي بكثير من الغبطة لمرافقتي له … وكم شق عليَّ زيارة تلك الأرجاء بدونه من بعده، وكم فقدت من رونقها في نظري كلما حاولت أن أستعيد الذكرى.
وباريس هي الصفحة المنشورة من سجل تاريخ الفرنسيين؛ حيث يشب الفرنسي في أية بيئة ملمًّا منذ نعومة أظفاره بتاريخ بلاده، قبل أن يدخل المدارس ويتعلم هذا التاريخ في الكتب … ولذلك تراه فخورًا بتاريخها المجيد، حريصًا على خلود هذا المجد، وليس هذا فحسب، بل ترى الشعب الفرنسي يطوف بكل القصور الأثرية والميادين التاريخية ودور الآثار والعلم والمتاحف الفنية والكنائس والمعابد التي تفتح له أبوابها في أيام العطلات.
وقد أعجبني في باريس كل شيء حتى شراسة أخلاق الرعاع فيها؛ لأنها لا تخلو من خفة الروح وتعبر عن شخصية لا تكلف فيها ولا تغيير، فالفرنسيون أشخاص متفردون بعبقريتهم، مستقلون في أفكارهم وطباعهم وأعمالهم وصفاتهم وحتى في عيوبهم، ولذلك تجدهم محافظين على شخصيتهم، فخورين بها، متباهين بحريتهم، متفانين في تقديسها.
ومع ذلك فقد تألمت من نتائج التطرف في تلك الحرية في بدء عهدي بزيارتها، إذ كنت أظن أن الصغير والكبير من كل طبقة في تلك الأمة على جانب عظيم من الرقة وحسن المعاملة … وأذكر بهذه المناسبة إنني عندما أردت لأول مرة زيارة أحد حوانيت باريس الكبرى في يوم حدد لتخفيض أثمان البضائع، وجدت على أبواب الحانوت زحامًا شديدًا، فوقفت عند الباب لأمكن بعض الداخلين من المرور مجاملة كما هي عادتنا في بلاد الشرق، ظانة أنه سيأتي دوري وأجد من بين الداخلين من يرد لي تلك المجاملة، ولكني لاحظت للأسف أنه لم يشعر بوجودي أحد، ورأيتني مدفوعة بشدة بين تلك الأمواج المتلاطمة من الأجسام البشرية، تتقاذفني موجة وتتلقاني أخرى باللكم والسير على قدمي، فكادت تنهمر دموعي على خدي من هذا التسابق الرهيب، وثم وجدت نفسي أمام منضدة محوطة بالمتفرجين والمتفرجات وقد مددت يدي بلطف إلى قطعة من القماش أعجبتني، ولكن سرعان ما اختطفتها من يدي إحدى المتفرجات بغلظة حتى كادت الدموع تفر من عيني مرة أخرى، ولكني كتمت تأثري حتى لا يضحكوا أو يسخروا مني … وأخيرًا خرجت من المحل بعد أن اتخذت من ذراعي مجذافين أستعين بهما على النجاة من تلك اللجج البشرية المتراصة.
مثل هذه الأشياء لم ترقني أول الأمر، ولكنني انتهيت منها إلى أن أفهم أن التزاحم في الحياة هو سبب نهضة تلك الأمم وتفوقها، وإن كان ذلك مظهرًا من مظاهر الأنانية … وأن تسامح الشرق ورقة شعوره هما سبب تأخره واضمحلاله، رغم ما في ذلك من نبل ودعة.
ولقد بقينا في باريس مدة شهر أو أكثر، وكنا قد قصدناها لاستشارة الأطباء، وكان في عزمنا في البداية ألا تمتد إقامتنا بها أكثر من أسبوعين، ولكن المدة طالت دون أن نشعر بها؛ لأن تغيير الهواء والمعيشة كان لهما أفضل الأثر على صحتنا جميعًا. وقد عزمنا بعد ذلك على السفر إلى «ابنيول دي لورن» بناء على مشورة البروفيسور «روبان» الذي أكد لنا أن مياه تلك الجهة مفيدة جدًّا بالنسبة لما كنت أشكوه من عدم انتظام الدورة الدموية، وهو ما كان يسبب لي كل الآلام التي كنت أقاسيها … وكان أخي قد نوى الرحيل إلى «البوي دودوم» في الوقت نفسه، فغادرنا جميعًا الفندق في صباح واحد.
بعد عودتي من أوروبا، وقعت أحداث هامة في مصر. ومن ذلك ما وقع يوم ٢٠ فبراير ١٩١٠، وهو إطلاق الرصاص على بطرس غالي باشا رئيس النظارة، من فتى يدعى إبراهيم ناصف الورداني، المنتمي للحزب الوطني، وذلك عند مغادرة الرئيس لنظارة الخارجية في الساعة الواحدة بعد الظهر … وكان هذا من أبرز الأحداث السياسية التي وقعت في تلك الفترة.
أما عن الأحداث الاجتماعية، فإنه قد ظهرت في ذلك الوقت بوادر نهضة أدبية بين السيدات الراقيات، إثر ما ذكرته عن تلك الوثبة التي صاحبت إلقاء المحاضرات في الجامعة، وقد شعرت إزاء ذلك بوجوب تأسيس نادٍ أدبي لهن يجتمعن فيه للبحث في الشئون الأدبية والاجتماعية، وعرضت هذه الفكرة على الأميرات، وطلبت رعايتهن لهذا المشروع، فقبلن بارتياح وحددن موعدًا للاجتماع في منزلي للاتفاق على تفاصيل هذا المشروع.
ومن ناحية أخرى، فقد كنت على اتصال بالكاتبة الفرنسية الآنسة مرجريت كليمان التي كانت تكاتبني دائمًا، وكنت أطلعها في خطاباتي على أماني، وقد وعدتني إذا تحققت مشروعاتي أن تحضر خصيصًا إلى مصر للاشتراك معنا وإلقاء محاضرات اجتماعية، وقد كتبت إليها أبشرها بقرب تحقيق أمنية من أماني الغالية وهي تأسيس نادٍ للسيدات، وطلبت إليها أن تحضر في الموعد المحدد لعقد أول اجتماع عندي، وكان أن جاءت، وعقد الاجتماع في منزلي برئاسة شرف الأميرة أمينة حليم وعضوية الأميرات المصريات والأجنبيات، وشكلت لجنة تحت اسم «جمعية الرقي الأدبي للسيدات».
وقد بدأت الآنسة «مرجريت كليمان» بإلقاء سلسلة محاضرات بمنزلي وبالجامعة المصرية، كذلك اشتركت الكاتبة المبدعة الآنسة «مي» في عضوية هذه اللجنة، وكانت لا تزال في بدء حياتها الأدبية. أما السيدة لبيبة هاشم صاحبة مجلة «فتاة الشرق» فقد عينت سكرتيرة عربية لهذه اللجنة.
وقد انهالت عليَّ رسائل التهنئة والترحيب بهذا المشروع الذي صادف قبولًا حسنًا لدى النفوس المتعطشة إليه، وكان ذلك في أبريل ١٩١٤.
وكان عليَّ بعد ذلك أن أقوم بالبحث عن منزل ليكون مقرًّا لهذا النادي الذي لم نكن نجرؤ على تسميته ناديًا، نظرًا لأن التقاليد كانت تستهجن مثل هذا العمل، ولا تسمح للمرأة بأن تتنفس أو تجد لنفسها منتدى تلقَى فيه صديقاتها والعاملات معها في الحياة الاجتماعية، ثم جاء الصيف وسافر كثير من الأميرات والسيدات إلى أوروبا كعادتهن، على أن يستأنف العمل على تحقيق هذا المشروع الجديد عقب عودتهن إلى الوطن.
وفي غضون هذه المدة، اشتد مرض الحمى الشوكية على ابنة أخي الصغيرة، وكنت أحبها حبًّا كبيرًا، وكنا نتحدث أمامها بأنها ستكون عروسًا لابني محمد، فتشبع الطفلان بهذه الفكرة وتوثقت عرى المحبة بينهما، وكانت هي تقول إنني أحبه وسأتزوجه رغم كل شيء، أما هو فأذكر أنني قلت له يومًا: «وهل تنتظرك وهي أكبر منك بسنة والبنات يتزوجن مبكرات؟» فأخذ يبكي بالدموع ويقول: «إذن بمن سأتزوج؟» وكأنما ليس في الحياة غيرها!
وزادت وطأة المرض على «هدى» الصغيرة، رغم كل ما بذله والدها من عناية، حتى إنه أحضر البروفيسور «روبين» خصيصًا من باريس لعلاجها. ولكن كل هذه المحاولات لم تفلح … وبعد أن قاست كثيرًا من مرارة المرض، توفيت إلى رحمة الله، وأذكر أنني كتبت في مفكرتي يوم الاثنين ١١ مايو ١٩١٥ أقول: «قصف المنون صباح اليوم زهرة في عنفوان صباها، بل في طفولتها، فوا حسرتاه.»
ولقد كان لوفاتها تأثير كبير على صحة والدها الذي كان يعزها ويحبها، وكان لذلك رجة كبيرة وهزة عنيفة في نفوسنا جميعًا، وقد حزن عليها ولدي محمد حزنًا شديدًا رغم صغر سنه، وكان إذ ذاك مريضًا وضعيف البنية، وكانت تعتريه حمى منخفضة لازمته باستمرار ولم ينفع فيها أي علاج.
ولما عجز الأطباء عن معرفة سبب هذه الحالة، نصحوا بالسفر إلى أوروبا لعرضه على الأخصائيين هناك وليستفيد من تغيير الهواء والإقامة في الجبال. وقد اضطررت للسفر تاركة والدتي على فراش المرض؛ حيث لم يسمح لها الطبيب بالسفر وإن كان قد طمأنها على صحتها ما دامت بعيدة عن المؤثرات وعن الصدمات النفسية والمتاعب الجسمانية، وكان سفرنا من الإسكندرية بعد ظهر يوم الأربعاء ١٤ يونيو ١٩١٤. وكانت هذه أول مرة أفارق فيها والدتي وأسافر بدونها، ورغم أن الطبيب طمأنني عليها، فقد كنت أحس في دخيلتي كأنني لن أراها ثانية، وقد حدثتني نفسي أن أرجع من الإسكندرية لولا الحالة التي كان عليها ولدي وخوفي مما قد يترتب على عدم العناية به.