معادن الذهب
ومن بعد ذلك خرجتُ من هناك قاصدًا قرية تسمى خاوخا،١ فسرنا في صعوبة الأمطار ليلًا مع نهار مقدار ثلاثة أيام، ودخلنا إلى خاوخا،
وبقيت هناك يومًا وليلة من شدة البرد وكثرة الأمطار. وثاني يوم خرجتُ منها قاصدًا
الجبال التي هي معدن الذهب إلى قرية تسمى صارونا Zaruma، فصرنا في درب عسر المجاز بين الجبال مقدار ثلاثة أيام،
ووصلتُ إلى تلك القرية المذكورة، وهي على رأس جبل، وحولها المعادن الذهبية. فنظرتُ جميع
تلك الصنائع التي بها يستخرج الذهب من الحجارة، أولًا يُطلعون الحجارة من المعدن
ويسحقونها بطاحون الماء، وحينئذ يغسلون ذلك التراب المسحوق ويقطعون منه الذهب بتصويله
في الماء، ثم يذيبونه ويسكبونه أقراصًا. وأنا اشتريتُ من ذلك الذهب أربع مائة مثقال؛
لأن ما كان زمان شغل كل الطواحين، وبعد عشرة أيام أردتُ أرجع إلى دربي لكن خوري تلك
الضيعة قال لي: إنه يوجد درب آخر وهو أحسن من دربك لكنهُ درب قفر خالٍ من الناس والقرى،
فتحتاج أن تأخذ معك زوادة كفاية خمسة أيام. فوقفتُ لشورهِ وطعتُ لقوله، وحملتُ معي ما
أحتاج من الزوادة، وأخذتُ معي رفيقين، أعني مكاريين، الواحد منهما هندي، والآخر مستيسو؛
يعني ممزوج أمهُ هندية وأبوهُ إسبنيولي.
١
هكذا في الأصل، واسم هذه المدينة في الخارطات التي بيدنا لوخا Loja.