مغارة الذهب في بيوره١
وذكروا لنا أن من مدَّة خمس عشرة سنة كان رجل من أشراف الهنود يسمى كلسيكي، وكان غنيًّا وما له سوى بنت واحدة، فيومًا من الأيام سافر أبوها إلى غير بلدٍ، فالبنت المذكورة نظرت رجلًا لابسًا ثيابًا حقيرة فقالت له: ما بالك لابسًا هذه الثياب الدنيَّة؟ فأجابها قائلًا: لشدة فقري وعازتي. فأجابته قائلة: إن كنت تكتم السر فأنا أعطيك من الخيرات حتى أرضيك وأغنيك. فقال لها: نعم، هكذا يكون. فوعدته هذه البنت أنه لما يحين الليل يجيء ينتظرها في المكان الفلاني فتأخذهُ إلى مغارة أبيها التي هي خارج البلد. ثمَّ إنها أخذت ذلك الرجل بعد أن ربطت عينيه وقادته إلى المغارة المذكورة كضرير، فلما وصلا إلى المغارة حملتهُ من أقراص الذهب على قدر ما يقدر حمله ورجعت إلى قرب البلد وفكت الرباط عن عينيه، وأطافتهُ بسبيلهِ. فلما جاء أبوها من سفره قصد ذات يوم المسير إلى المغارة ونظر في باب المغارة أصل دوسة مداس فعلم أن ذلك الكشف صار من بنتهِ فسقاها سمًّا وماتت، وهو أيضًا مات على غفلة. وإلى اليوم يستقرون المغارة وما قدروا أن يلاقوها.