السفر إلى ليما
فمن بعد أن بقيت في هذه البلدة عشرة أيام رجعت قاصدًا بلد خاماركا Cajamarca التي هي في رأس جبل، وكان يسكنها ملك الهنود
الذي كان يسمى إينكارسوف. وسنتكلم عن خبر هذا الملك العظيم، فبقيت هناك ثلاثة أيام،
وأروني كل ما صار على هذا الملك، وكيف قتله الإسبنيولية. واليوم الرابع خرجتُ من هذا
البلد قاصدًا بلدة ليما Lima، حيث يسكن وزير الملك
الذي يحكم على تلك البلاد. فنزلت من الجبل قاصدًا البلدة المذكورة، ومن بعد أربعة أيام
وصلنا إلى نهر يسمى سانتا Santa، فهذا النهر زائد
الماء، وما له مجاز فيجوزونهُ بشدة وخوف؛ لأن الهنود اخترعوا شيئًا للمجاز يسمى
بالصا Balsa، يعني كلكًا، فيجمعون قرعات يابسات
ويربطونها ببعضها مثل كلك، ثم يجعلون عليها خشبًا وفوق الخشب حشيشًا مثل عروق الشجر،
ويحملون الأحمال عليها ويفوِّتون الناس من جانب إلى جانب، والدواب تقطعهُ سباحة بالماء.
فجزنا هذا النهر بخشوع، وطلبات إلى الله ووالدته مريم العذراء. ومن هناك بقينا مسافرين
وجزنا على أراضي قصب السكر، وعلى المعامل التي فيها يشتغلون الجوخ. وكان في رفقتي رجلان
فقيران كل واحد ناقصة له يد؛ فالأول كان جنديًّا وانقطعت يدهُ بالحرب مع الهنود، والآخر
كان لدغته حية في يده فقطعوها له.