وصف ليما
وفي هذه البلدة يصير زلازل كثيرة وشديدة. ثم إن الوزير وعدني أن يقف بخدمتي طول ما
أنا بالهند، وكتب إلى جملة البلاد والقرى التي تحت حكمه يوصيهم عليَّ بالإكرام. وفي
ليما عدَّة ديورة وكنائس، أولها الكنيسة الكبيرة التي هي كرسي المطران، وغير كنائس
للقسوس وأربعة ديورة لرهبان مار أفرنسيس وثلاثة ديورة لرهبان مار أغستينوس وثلاثة ديورة
لليسوعية وثلاثة ديورة لرهبان المرسي Merci وأربعة
ديورة للراهبات. وفي كل دير يسكن ألف راهبة،١ وأيضًا أربعة ديورة لراهبات الفقراء مثل: أيتام وأرامل ومنقطعين، وديران
باسم مار يوحنا لمداواة المرضى، أي الغرباء والفقراء، واسبيتال، يعني مارستانًا كبيرًا
على اسم الملك؛ لأن الملك يصرف عليه ويسمى ماراندراوس. وكانوا يعزمونني لأقدس في
الكنائس والديورة ويكرمونني غاية الإكرام. وبقيت في هذه البلدة مقدار سنة في بيت رئيس
ديوان الإيمان المذكور أعلاه يسمى دون خوان باتيستا ديلاكانترا، يعني يوحنا المعمدان
من
بلد كانترا. وهذا المبارك كان رجلًا كاهنًا وما أراد أن أصرف شيئًا على المأكول
والمشروب. وهذه البلدة غالية المعاش بهذا المقدار حتى إن الدجاجة تساوي غرشًا ونصف غرش.
وبعد أن تعافيت من مرضي زارني جميع رفقة الكهنة الذي يسمى كبيلدو Capildo،٢ يعني ديوان الكنيسة، من حيث أخذوني في الرفقة إلى الكنيسة بالزياح. وعند
دخولنا للكنيسة، حيث يمكث المطران والخوارنة، أجلسوني جانب كرسي الأرشيدياقون الذي
بجانب كرسي المطران إكرامًا لي، ثم طلبوا مني أن أقدس؛ فأرسلت وأحضرت من الدار آلة
القداس، فقدست لهم قدَّاسًا باللسان الكلداني؛ يعني السرياني الشرقي. فصار عندهم انشراح
زائد لاستماع قداسي. فثاني يوم صنعوا ديوانًا بآياتهم «مع بعضهم» وأرسلوا إليَّ ألف
غرش. وكذلك أيضًا في باقي الكنائس والديورة من الرهبان والراهبات كانوا يرسلون إلي
شيئًا كثيرًا، وأنا كان لي عجلة يعني عرباتي٣ بأربعة بغال مع عبد أسود خادمها.
١
مبالغة أو خطأ من الناقل.
٢
وبالأفرنسية Chapitre.
٣
أو عربة كلمة فارسية بمعنى مركبة.