السفر إلى خوان كابليكا١
ومن بعد السنة طلبت إجازة من الوزير لأروح إلى جبال الفضة والذهب؛ فطاوعني الوزير
وأصغى لطلبتي، وكتب لي مكاتيب إلى جميع حكام البلاد وأبرشية القرى الذين تحت حكمهِ وصية
عليَّ بأن يُعِزُّوني ويكرموني، وأرسل رفيقًا رجلًا من جنوده لكي يسبقني في الدرب ويهيئ
لي ما أحتاج من المأكول والمشروب والمنزل في بيت حاكم القرية. فخرجنا من ليما وهذا
الرجل برفقتي قاصدين بلدة تسمى خوان
كاباليكا Guancavalica. ثم سرنا يومين بدرب سهل وصعدنا في اليوم الثالث إلى جبل
الثلج ولا زالت الأرياح والبرد شديدًا. فابتدأت تتغير أمزجتنا وتقيَّأنا من سبب أننا
خرجنا من أرض شديدة السخونة وجزنا عاجلًا إلى أرض باردة. ثم بعدما صعدنا إلى أعلى الجبل
سرنا من مكان يسمى بوناده برياكاكا، يعني زمهرير السكر (؟) ومن هناك سافرنا فرسخين،
فتلاقيت مع رئيس رهبان مار فرنسيس الذي يُقال له بروبنسيال Provincial، فسألني عن الدرب، فحكيت له ما جرى علينا من تغير المزاج،
فعند ذلك افترق منا ورحل من درب آخر. ووصلنا في ذلك النهار إلى نهر يسمى نهر بوني،
وعليه جسر ممتد من جانب إلى جانب منسوج من حبال القنب ومربوط بالأشجار، ففتنا عليه
بصعوبة، وأخذوا الخيل إلى درب آخر مجردات وأدخلوها النهر. ومن بعد عشرة أيام وصلنا إلى
البلدة المذكورة خوان كاباليكا، وهي بلدة صغيرة، فنزلت في دير اليسوعية. وفي هذه البلدة
تختلف الأرياح ثلاث مرات في النهار، ووقت العصر دائمًا تمطر. وهي أرض قليلة العافية؛
لاختلاف الأهوية، ولسبب الجبل الذي فيه معدن حجر الزئبق؛ لأنه مسلط على البلد.
١
Guancavalica.