الوصول إلى أكوامانكا
ثم بعد أربعة أيام وصلنا إلى البلدة المذكورة ونزلنا في دير اليسوعية؛ لأن رئيسهم
كان
رجلًا صالحًا، وكان قد أرسل لهم مكاتيب يوصيهم على أن ينزلوني عندهم. وفي هذه البلدة
كان أسقف غني جدًّا لأنه كان أولًا رئيسًا لديوان الإيمان، ويسمى الأسقف دون كريستوفلو
دي كستيلو. وبعد أن استقريت في الدير تلك الليلة جاءني في الغد قسيسان من جانب الأسقف
يهنئاني بوصولي. فثاني يوم باكرًا رحت أنا زرتهُ، فقام هو أيضًا بنفسه والتقاني، وسألني
عن حالي، وعزمني إلى داره حتى أتغدى ذلك اليوم معه؛ فطاوعته وتغديت معه. ومن بعد
المأكول أنعم علي بجنزير ذهب يسوى مائتي غرش، فلما سمع أكابر البلد بالإكرام الذي عملهُ
لي هذا الأسقف المبارك جاءوا جميعهم زاروني. ومن بعد أربعة أيام خرجت مع راهبين يسوعيين
ورحت زرتهم وأوفيتهم زيارتهم كعادة تلك البلاد. ثم الأسقف أرسل لي رفقة ليدلوني على
بيوت الذين جاءوا زاروني؛ لأن اليسوعية كانوا قد كتبوا أسماء الذين زاروني واحدًا
واحدًا. وفي هذه البلدة كنائس وديورة غنية جدًّا، فمن بعد ما زرتهم وارتحت ثمانية أيام
رسم هذا الأسقف أن يعملوا كوميديه يعني تقليد القديس رجل الله الروماني الذي يسمى
باللسان الفرنجي سان إيليسوا Alexius، وفي العربي مار
ريشا. وهذه الكوميديه هي تشخيص ما عمل هذا القديس، وكيف أعطى خاتمه لعروسته، وشق الحيط
وطلع راح يسيح في الدنيا.١
فحضرنا هذا التقليد وانشرح خاطرنا. وكان أناس هذه البلدة يكرمونني للغاية بسبب أن الوزير كان قوي صاحبي. وبقيت في هذه البلدة عشرين يومًا في غاية ما يكون من الانشراح.
١
أخبار مار ريشا مشهورة، اطلب «المشرق ٨ : ٦٥٠».