وصف أبانكاي
ثم طلبوا مني أن أقدس في الكنيسة الكبيرة في حضرة الأسقف والقسوس والأعيان وباقي العوام، فقدست لهم قداسًا باللسان السرياني الشرقي. وأيضًا أهل الديورة والكنائس بقوا يجيئون يأخذوني حتى أقدس عندهم، وكان عندي شماسان يخدمان قداسي، وكنت عندهم بعز وكرامة، وكانوا يهدونني هدايا من ديورة الراهبات، ومن غير أماكن. وأرسل لي ديوان القسوس الذي للكنيسة الكبيرة هدية لائقة، وأرسل لي أيضًا أسقف البلد هدية بذلك المقدار. وكان بعض أصحاب أعطاني عرباني لأخرج إلى خارج البلد وأتفرج على عمائر الهنود القدماء، فمن جملة ما نظرت قبور الهنود الذين في زمان كفرهم كانوا يدفنون ميتهم على وجه الأرض ويعمرون فوقه قبرًا مرتفعًا جدًّا بعلو ذراعين، وعرضه ذراع ونصف، وطوله ثلاثة أذعر. وهذه القبور منفردة عن بعضها كل واحد على جانب.
وفي تلك الأيام صار زلزلة عظيمة خارج البلد على نحو فرسخين، وكان هناك جبل منصوب على نهر جارٍ فسقط الجبل من تلك الزلزلة في وسط النهر وسد جريان الماء؛ فطاف ماء النهر على الأرض وأهلك مزارع ثلاث قرًى، وفي سقطة الجبل في ذلك الحين وتلك الساعة صارت أيضًا زلزلة في بلدة ليما، وخرج الناس من البلدة لخوفهم لأنه سقطت منازل كثيرة مع بعضها كنائس.
وفي ذلك الحين جرى أمر من ملك إسبانية في عزل الوزير صاحبي المذكور وأنا بقيت خمسة أشهر في هذه البلد الكوسكو المذكورة؛ وكان ذلك بسبب عرض الشتاء، وزادت الأنهر العديمة المجاز.