معادن الفضة
ثم بعد ثلاثة أيام خرجت من هذه البلدة متوجهًا إلى معدن الفضة المسمى قندونوما Condonoma، وبعد يومين وصلنا إليه. فمن زيادة البرد
وشدة الزمهرير ما قدرت أمكث هناك غير ثلاثة أيام، وبعد ذلك رحت إلى معدن آخر يسمى
قليوما، وهو درب يوم عند جانب قرية صغيرة يخرجون هناك الفضة. وفيها تفرجنا على إخراج
الفضة، وكيف يطحنون الحجارة مثل التراب، ويجعلونها في الماء كالطين، وبعد ذلك يمزجون
فيه الزئبق، وطول النهار يحركونه مقدار عشرة أيام، أو اثني عشر يومًا، والزئبق يجمع
الفضة ويلتصق بها. ومن بعد الأيام المذكورة يغسلونه في حوض مجلَّد بجلود البقر، والماء
يأخذ التراب ويوديه، والفضة ترسخ «ترسب» إلى أسفل. هذه الصنعة تفرجت عليها
عيانًا.
ومن هناك خرجت إلى قرية تسمى لانبا Lampa وبعد يومين
وصلت إليها ونظرت هناك الهنود يعمرون كنيسة جديدة، وقسيسهم إسبنيولي، له عندهم مقدار
ثلاثين سنة. وهذا القسيس غنيٌّ جدًّا، فخرج «صرف» على عمارة تلك الكنيسة مائتي ألف غرش.
ومكثت تلك الليلة هناك، وثاني يوم رحت إلى معدن آخر يسمى بونو.