سكان البلاد الأقدمون
ولم يكن لهؤلاء الهنود في ذلك الزمان دنانير، لكن كانوا يتعاملون ويبدلون شيئًا بشيء، وكان في هذه البحيرة جزيرة كبرها فرسخان يسكنها هنود كَفَرةَ يعبدون جبلًا منصوبًا أمامهم يسمى الجبل الأحمر، وما كان يقدر أحد يجوز إليهم لأن عندهم آلة الحرب كرماح وسهام ومقاليع. وكانوا يخرجون إلى البر السالك ويأسرون السبنيولية ويأخذون البغال الذكورة ليذبحوها ويأكلوها. فأمر هذا الوزير المذكور صاحبي أن يجتمع حكام القرى الذين في تلك النواحي، فاجتمعوا مقدار أربعة آلاف نفس، وعملوا أربعين كلكًا، وجعلوا فيهم أكياسًا مملوءة ترابًا، وأيضًا بعض أفراس، ثم أخذوا في أيديهم الأسلحة وجازوا في البحيرة على الكلك، فلما اقتربوا من الأرض وقف هنود الجزيرة مقابلهم للحرب، وكانوا يرشقونهم بالسهام والجنود السبنيولية يضربونهم بالرصاص، وألقوا أكياس التراب على ساحل الجزيرة لتقدر الخيل تخرج إلى البر؛ لأن هناك وحلًا شديدًا. فلما وصلوا إلى الأرض ركبوا خيلهم وركب أيضًا الفرسان، واجتمعوا على الهنود وكسروهم، وقتلوا منهم كثيرًا، واستأسروا الباقي، وعددهم ثلاثمائة هندي غير النساء والأطفال. وقد مات في الحرب منهم ستمائة نفس، ثم أخرجوهم من تلك الجزيرة وأتوا بهم إلى بلد الكوسكو، فطلب الوزير من أسقف البلد أن يلقنوا هؤلاء الهنود ويعلموهم قواعد إيمان المسيح ويعمدوهم ويقسموهم على البلاد، أما أنا فبقيت في هذا البلد ثمانية أيام.