إطلاق سبيل بعض المسجونين
ثم خرجتُ قاصدًا قرية تبعد يومين تسمى، كوماتا، فيها دير لرهبان مار أغسطينوس، وفيه أيقونة سيدتنا مريم العذراء، تسمى كوياكاوانا، تعمل معجزات عظيمة يأتون إليها من كل جانب ليزوروها. فرحت تباركت من تلك الملكة الجليلة وزرتها، ومن هناك خرجت قاصدًا قرية تسمى بارنيكيلاوكان، فتبعني أربعة لصوص ليسرقوا خيلي وبغالي، فأعمت هذه العذراء بصائرهم، فما قدرهم الله على قصدهم. وكان حاكم تلك القرية صديقي اسمه دون إيليا باسمي، فخرج لاستقبالي مع بعض قسوس وعوام، وأخذوني إلى بيته. فثاني يوم جاء قسيس الهنود عندي وحكى لي قائلًا: إن في حبس هذا الحاكم سبعة رجال هنود محبوسين على شيء قليل. فقمت نزلت إلى الحبس وفي يدي ورقة كتبت عليها أساميهم، وناديت الحبَّاس أن يفتح الباب ففتحه، وناديتهم واحدًا واحدًا إلى خارج الحبس وأعتقتهم. وفيما بعد سمع الحاكم بما صار فقال لي: يكون فدى رأسك وشرفتنا بقدومك.
وقرب هذه القرية بنصف فرسخ جبل عالٍ به معدن حجر مرمر كالبلور، فقصد هذا الحاكم أن يعمل من هذا المرمر عمارة حمام كمثل قبة صغيرة مركبة من هذه الحجارة، يجعلونها في صناديق ويرسلونها إلى ملك إسبانية؛ لكنه توفي قبل ما يكمل عمله.