السفر إلى أورورو وبوتوسي
وأنا بعد ثمانية أيام خرجت متوجهًا إلى بلدة تسمى أورورو Oruro، وسافرنا في طريق عسر بتعب زائد. ومن بعد خمسة أيام وصلنا إلى
البلد، وخرج لاستقبالنا الرهبان اليسوعية، وأنزلونا عندهم. كان حاكم البلد يسمى دون
ألونصو ديل كورال، وهو رجل خسيس ما كان يأكل إلا كروش البقر. وخارجًا عن هذه البلاد
ثلاثة فراسخ يوجد معدن فضة غني جدًّا؛ لأن هذه الفضة يستخرجونها من غير زئبق، وذلك هو
ضد القانون في جميع المعادن، ولا يوجد أصلح من هذه الفضة. ثم إني رحت إلى المعدن
المذكور، واشتريت من الفضة الرملية مقدار خمسمائة غرش. وبعد ثمانية أيام سافرت قاصدًا
بلد بوتوسي Potosi، وبتنا أول مرحلة في قرية هنود،
وكان عندي أمر أن يعطوني بغالًا من قرية إلى قرية، وكنت أغرم الكروة مثلما يغرم الملك،
فناديت شيخ الهنود أن يحضر لي دواب، وناولته الكراء بشرط أن يحضر لي الدواب بعد نصف
الليل بساعة. وحان الوقت وأشرق الصبح، وطلع النهار وما أحضر الدواب لنرحل، فأرسلت أفتش
عليه فأتوني به سكران، فكنت أكلمهُ باللسان السبنيولي وهو يجاوبني باللسان الهندي،
فأمرت أن يشدوه بعمود البيت ويجلدوه، فمن أول ضربة السياط طلب أن يتركوه، وتكلم
بالسبنيولي قائلًا إن الدواب مربوطة عندهُ في الدار. فسألته لماذا ما تكلم في السبنيولي
إلى وقت ما ذاق السياط؟ فقال لي: نحن معشر الهنود لا نطاوع السبنيولية إن لم
يضربونا.
ثم رحت من هناك ووصلت إلى مكان يخرج منه ماء سخن ورائحة ماء الكبريت، ويأتي بعض
المرضى من أماكن مختلفة ليغتسلوا فيه، وبعد اغتسالهم يشفون من دائهم، واسم هذا المكان
طاراپاپا. ومن بعد ستة أيام وصلنا إلى بلدة بوتوسي المذكورة فجاء الحاكم خارجًا عن
البلد نحو ميل مع عشرة رجال من جماعته واستقبلني بغاية الإكرام.
وهذا الحاكم هو من أقرباء امرأة الوزير أوصاه بي في مكاتيبهِ. فنزلت في دير اليسوعية
وجاء بعض أناس زاروني وأنا أيضًا رحت زرتهم.