زيارة السكَّتخانة ومعدن الفضة
ثم في ذات يوم رحت إلى البيت الذي يضربون فيه سكة الدنانير من غروش وأنصاف وأرباع. وفي هذا البيت السكتخانة أربعون عبدًا يشتغلون واثنا عشر رجلًا إسبنيوليًّا، فرأينا الغروش مكومة مثل التل في جانب والأنصاف في جانب وأنصاف الأرباع في جانب مكومة على الأرض، ويدوسونها بأرجلهم مثل ما يدوسون التراب الذي لا قيمة له.
وعن جانب هذه البلدة يوجد جبل المعدن، وهذا الجبل معروف في كل الدنيا لزيادة غناه لأنهم قد أخرجوا منه أموالًا لا يحصي عددها منذ مائة وأربعين عامًا من أربعة أطرافه، وقد أحاطوه وحفروه وانحدروا إلى أسفله ليخرجوا الفضة. وقد جعلوا لهذا الجبل عواميد من خشب سندًا من كل جانب؛ لئلا يسقط الجبل؛ لأنه من خارج يبان صحيحًا لكنهُ فارغ من داخل. ويشتغل في باطنه في قطع الحجارة مقدار سبعمائة هندي لأناس اشتروا لهم حصة من الملك؛ لأن لكل معدنجي بعض هنود معينين ليشتغلوا في معدنه، وفي أمر الملك مرسوم أن يعطوا من كل قرى الهنود رجالًا لقطع المعادن، والقانون هو من كل خمسة رجال يطلع واحد للشغل المذكور، وإذا لم يرضَ حكام القرى إرسالهم فالوزير يحرمهم ويعزلهم، ولمَّا يجيء هؤلاء الهنود إلى بلد بوتوسي يقسمهم الحاكم على المعادن.