السفر إلى جوكيساكا١
وخرجت من هناك متوجهًا إلى بلدة تسمى جوكز، وفي اللسان الهندي تسمى جوكيساكا،
٢ فأول يوم وصلنا إلى مكان فيه حمامات ماء سخن خلقة، يخرج من الأرض يسميه
السبنيولية لوس بانيوس كالينتوس
Los Bagnos Calientes،
فبتُّ هناك تلك الليلة، وثاني يوم وصلت إلى البلدة المذكورة، فخرج اليسوعية خارج البلد
لاستقبالي وأخذوني إلى ديرهم. وفي هذه البلدة يوجد ديوان الملك ومدبر البلاد لكنهم تحت
يد وزير ليما. وفيها مطران له معبور في كل سنة مائة وعشرون ألف غرش، وهذا كان سابقًا
أسقفًا على بلدة أكوماتاكا المذكورة، وكان قد أهدانا هدية في أسقفيته، وبعد ذلك أنعم
الملك عليه وأعطاه هذه المطرانية، فثاني يوم رحت قابلتهُ فأكرمني إكرامًا زائدًا. وأما
رئيس ديوان البلد فهو رجل كاهن، وكان صاحبي فأكرمني أيضًا بواسطة الوزير صاحبي؛ لأنه
كان صديقه، وكان يسمى دون برتلماوس ده باويدا، فأرسل من قبلهِ رجلًا ليزورني، وجاء
أيضًا من جانب المطران قسيسان زاراني، وبعد ثمانية أيام طلع برفقتي راهبان من دير
اليسوعية فزرت الذين زاروني من القسوس والرهبان والعوام.
وبعد اثني عشر يومًا طلب مني المطران أن أقدس في الكنيسة الكبيرة يوم عيد الرسل، وكان
عندي آلة القداس، يعني البدلة وغير أشياء كان أنعم علي بها البابا أكليمنضوس التاسع.
ومن بعد ذلك عزمني رئيس ديوان الملك لأقدس في كنيسة الديوان التي هي في سرايته، وأهداني
هدية أزيد من هدية المطران. ومن بعد ذلك كان رؤساء الديورة يدعونني أن أقدس في كنائسهم،
وفي ديورة الراهبات. وكان لي هناك رجل صديق من أهل الديوان يسمى دون خوان كونصالس، وهذا
رافقني من إسبانية، ففي ذلك الوقت جاء أمر من الملك إلى هذا الرجل المبارك أن يروح إلى
ليما ويأخذ محاسبة من الوزير المعزول الذي هو صاحبي.
وكان لأحد الرهبان اليسوعية أخت مريضة، فطلب مني أن أروح أزورها، وإن كنت أعلم بشيء
من أحوال الطب فأحكِّمها، فرحت زرتها، وعالجتها ببعض أجزاء مناسبة لعلتها، وسقيتها
درهمًا من رماد العقاريق،
٣ فبقدرة الله تعالى تعافت. وكانت أيضًا راهبة أخرى في الدير مريضة، فأرسل
إليَّ المطران دستورًا حتى أعبر أعالجها؛ لأنه بغير إجازة لا يقدر أحد أن يجتاز باب
الدير؛ فدخلت الدير وعالجت الراهبة؛ فبحكمة الله وعنايته طابت وتعافت؛ فصار غوشة «حركة»
عظيمة في البلد، وكانوا يريدون أن أسكن عندهم في البلد، فأرادوا أن يعطوني علوفة
خمسمائة غرش في السنة، فقلت لهم: ليس هذا ممكنًا.