بلاد نيكاراغا
وبعد ستة أيام وصلنا إلى ميناء رياليخو Realejo أو
Rialexo، ونزلنا إلى الأرض فبقينا هناك يومًا
وليلةً، فكتب الجنرال إلى أسقف مدينة ليون Leon التي
تبعد عن هذا الميناء نحو تسعة فراسخ، وأعلمهُ بقدومي، فلما سمع فرح فرحًا عظيمًا؛ لأنه
لما كنت في باريس كان تصاحب معي، وكان له دعوًى مع الرهبان في باريس، وهو أيضًا كان
راهبًا من طائفة المرسه Merci فحين كسب الدعوى وجاء
إلى مدريد أنعم عليه ملك إسبانية بهذه الأسقفية. وثاني يوم خرجت قاصدًا مدينة ليون،
ولما اقتربت رأيت الأسقف جاء لاستقبالي خارج البلد مقدار فرسخين، فتلاقينا مع بعضنا،
ثم
أخذني إلى بيته، وبقيت عندهُ ثمانية أيام، وهناك صادفت رجلًا صاحبي كنت نظرته وتعارفت
معه في ليما، فهذا الرجل المبارك أهداني بغلة جيدة، والأسقف أيضًا أهداني بغلة
إكرامًا.
ومن بعد الثمانية الأيام خرجنا من هناك إلى ضيعة بعيدة فرسخين تسمى ساواجه، ثم رحلنا
منها فوصلنا إلى ضيعة أخرى تسمى باللسان السبنيولي نوسترا سنيورا ديل
ويخو Nostra
Senora Del Vejo، يعني ضيعة ستنا العذراء للشيخ. فهذه العذراء لها معجزات كثيرة،
لا سيما مع المسافرين في البحر، ولما كنا في لجاج البحر وانكسر صاري مركبنا — كما ذكرنا
سابقًا — كنت نذرت على روحي أني إذا وصلت إلى كنيستها أقدس لها تسعة أيام، فبقيت في هذه
الضيعة تسعة عشر يومًا، ووفيت نذري،١ وأيضًا كنت أنتظر سنبكًا الذي يسمى كانوه Canoa وبالفرنساوي Canot؛ لنجوز هناك
في مضيق البحر، وهو نحو أربعة وثلاثين فرسخًا. وكان الأسقف أوصاني أن لا أعبر في هذ
المضيق لأنه خطر جدًّا، وفيه تغرق سفن كثيرة، لكني اتكلت على معونة مريم العذراء وكنت
أدعوها بنت بلادي وركبت في السنبك.
١
ذكر المؤرخون هذا المعبد ووصفوا المعجزات التي تجريها فيه العذراء المجيدة،
وقد سميت سيدة ويجو أو الشيخ لسبب جبل النار القريب منها والمسمى
Volcan Vejo.