بلاد سان سلفادور
وصف نبات النيل
ففي عشرين ساعة جزنا ذلك المضيق ووصلنا إلى الجانب الآخر، ونزلت في قرية تسمى
أماپالا Amapala، وهي أربعة بيوت للهنود، فلاقيت
هناك إسبنيوليًّا آتيًا من ينكي دنيا وذاهبًا للبيروه. فحُكي لي أنه باع فرسه لرجل هندي
مع سرجها ولجامها بقرشين ونصف؛ لأنه كان يريد أن يجوز مضيق البحر؛ ولهذا باع فرسهُ بهذا
الثمن. ومن هناك رحنا وسرنا ثمانية أيام أربعين فرسخًا، فوصلنا إلى قرية هنود تسمى
أموشايو. ومن هناك رحلنا وسرنا ثمانية فراسخ، فوصلنا إلى قرية تسمى صان ميكاييل S. Miguel، ومنها سرنا ثمانية فراسخ إلى قرية تسمى
زرواكين، ومنها سرنا ستة فراسخ فوصلنا إلى قرية تسمى إستيبيك Istepec، ومنها سرنا سبعة فراسخ، فوصلنا إلى قرية تسمى كوكينبيت،
ومنها رحلنا إلى قرية صان مرتين S. Martin ثمانية
فراسخ، ومن هناك إلى صان سلفوادور S. Salvador. وفي
هذه التخوم يزرعون النيل، وهذا النيل يشبه النفلة، أي الفصَّة التي يطعمونها للخيل. وكل
واحد منهم له مزرعة فيزرعون النيل مثل القمح، وبعض السنين يعلو طول قامة إنسان؛ فيرخص
في ينكي دنيا، وبعد ما يكمل زمان حصاده يحصدون ذلك الحشيش ويرمونه في حوض عظيم فيحمى
ويأكل بعضه بعضًا. وفي ذلك الحوض دواليب ليخبطوا الماء ثم يفرغونه في حوض آخر، ومن بعد
ثلاثة أيام يزبد فيأخذون في أياديهم تلك الزبدة مثل الطابات وينشرونها في الشمس، فهذا
الذي يسمونه في بلادنا نيل قروتي، والأسفل يعملونه نيل التختة.