بلاد شيابا١
رسول السلام
فدخلت إلى هذه البلدة ونزلت في بيت الحاكم. وفي هذه البلدة أسقف يسمى دون الونصو
براوو، كان متخاصمًا مع بروبنسيال Provincial أعني
رئيس رهبان مار عبد الأحد. وكان الأسقف المذكور قد حرم حاكم البلد، فلما نظرت هذا الحرم
والبغضة التي بينهما تألمت كثيرًا؛ فتكلمت مع الأسقف ومع البروبنسيال، واجتهدت على عمل
الصلح بينهما، ثم بعد يومين كان نهار عيد مولد العذراء، وكان الجسد المقدَّس مصمودًا
على المذبح الطاهر، والأسقف كان يقدس، فبعد أن خلص من قداسه قمت أنا من الكرسي وأخذت
معي البروبنسيال وحاكم البلد وقدمتهما أمام الأسقف، وبركت على ركبتي وقلت له: قال السيد
المسيح: سلامي أتركهُ لكم. وأمرنا بالصلح والسلام، وها هو ذا السيد المسيح حاضر وناظر
من على هذا المذبح المقدس، فيجب علينا أن نترك جميع الأفكار الخبيثة والحقد، ونبدلها
بالمحبة والوداعة، كقول المخلص: باركوا ولا تلعنوا. فقام الأسقف رفع يده وبارك عليهما
وهو يضحك قائلًا: تبارك اسم الرب، ها أنذا خوري جاء من بلد بغداد ليصلحنا. حينئذٍ حل
حاكم البلد من الحرم ورحنا إلى دار الأسقف معزومين للغداء، فبعد ما خلصنا من الغداء قام
الأسقف من كرسيه ووضع على رقبتي جنزيرًا من ذهب يساوي مائتي غرش، والحاكم المذكور
أهداني بغلة جيدة وأيضًا البروبنسيال أهداني هدية، وما كانوا يتركوني ولا دقيقة، فكان
القسوس والرهبان يسألوني عن بلادنا التي يسمونها الدنيا العتيقة. وبعد أن بقيت هناك ستة
عشر يومًا سافرت قاصدًا قرية تسمى توستا، وهي على فرسخين، ومنها إلى قرية تسمى
أكوسوكاونا أربعة فراسخ، ثم إلى قرية بيانتيك أربعة فراسخ. ومن هذه القرية يفرق الحكم
لأنها الحد بين حكم وزير ميخيكو Mexixo أو
Mejico أي ينكي دنيا وبين حكم واتيمالا Guatemala؛ لأن حكم واتيمالا قائم وحده.
١
Chiapa.