الذهاب إلى مكسيكو١
وصف القرمز
ثم سافرنا إلى قرية سانا تيتيبك التي تبعد ستة فراسخ، ثم إلى قرية استينبك تسعة
فراسخ، ومنها إلى قرية أقانيتبك، ثم إلى بلد خلايا. وفي هذا البلد كان حاكم يسمى دون
خوان بيتيا، وهذا كان عمهُ كاتب ديوان الهند، وكان قوي صاحبي، ولما سمع بقدومي خرج
فرسخين خارج البلد لملاقاتي، واستقبلني بعز وإكرام، وأنزلني في داره. وبالقرب من هذه
البلدة جبل فيه جلالية يشلحون بعض الأوقات وينهبون عابري الطريق، فأرسل معي الحاكم
اثنين من الجنود ليخفراني في معبر ذلك الجبل؛ فعبرناه بمعونة الله بغير ضرر، ووصلنا إلى
قرية تسمى تكيسيا على أربعة فراسخ. ومن هناك إلى قرية صان خوان ديلا كوصتا اثني عشر
فرسخًا، ثمَّ إلى قرية ينخابا خمسة فراسخ، ثم إلى قرية سان ميكاييل عشرة فراسخ، ثم إلى
قرية سان لوكس ثلاثة فراسخ، ثم إلى بلد واخاكا Guaxaca
ستة فراسخ. وفي هذا البلد كان رجل شريف من إسبانية له أخ في ليما يخدم عند الوزير صاحبي
المعزول، فهذا كان أعطاني مكتوبًا إلى أخيه الذي في واخاكا، فلما قربت من هذه البلدة
أرسلت لهُ المكتوب، فقام هذا الشريف وطلع خارج البلد فاستقبلني بفرح، وأخذني إلى البلد
وأنزلني في بيت كان هيأهُ لي. وكان أسقف هذه البلدة قد توفي وبقي كرسي الأسقفية فارغًا،
وكان هناك ورديان Gardien، أعني رئيس كهنة، فهذا
المبارك لما كان آتيًا من الهند إلى إسبانية وقع أسيرًا في الجزائر، فسهل له الله
فأُعتق وصار رئيسًا على قسوس هذه البلدة، وكانت لي معه صحبة وأكرمني غاية الإكرام، وكان
اسمه دون ديونسيو. وأما هذه البلدة فهي غنية بالعمائر والكنائس، لا سيما دير مار عبد
الأحد، وباقي ديورة الرهبان ومارستانات المرضى. والكنيسة الكبيرة فاخرة للغاية، وغير
كنائس أخرى. وأنا كان معي خرجية مقدار ثمانمائة غرش فأودعتها عند صاحبي المذكور المسمى
دون فرنسيسكو ده كاسترو حتى يتسوق لي بها قرمزًا؛ لأن في هذه البلدة ونواحيها يطلع
القرمز يلصق في بعض أشجار ذات ورق سميك مثلما ذكرنا سابقًا، فيلتصق مثل الدود في الورق
ويصير مثل حب الجدري، ثم في حين بلوغه يستخرجونه ويضعونه في فرن حامٍ فييبس وينطفئ،
وبعد ذلك ييبسونه.
ومن بعد خمسة عشر يومًا خرجت من هذا البلد قاصدًا ميخيكو Mexico المذكورة حيث يجلس وزير الملك، فبعد أربعة فراسخ وصلنا إلى
ضيعة تسمى أبيتا، ومن أبيتا إلى طاطو ستة فراسخ، ومنها إلى أوانيتبك خمسة فراسخ، ثم إلى
قرية صان أنطون فرسخان ثم إلى قرية كوس خمسة فراسخ، ثم إلى سان سابصطيان خمسة فراسخ،
ثم
إلى قرية تيواكان أربعة فراسخ، ثم إلى ضيعة أناخوتيبيك خمسة فراسخ، ثم إلى قرية تبياكا
سبعة فراسخ، ثم إلى مدينة بوبولا ده لوس أنخلوس يعني مدينة شعب الملائكة La Puebla de los Angelos ستة فراسخ، فجزتُ
إلى هذه البلدة، ونزلت عند رجل من أصحابي. وهي بلدة كبيرة مفرحة بالقصور وبالعمائر،
وغنية بالكنائس مثل الكنيسة الكبيرة التي هي غنية جدًّا بالعمارة والفضة والذهب
والذخائر المقدسة. ويسكن الآن في هذا البلد أسقف يسمى دون عمانوييل ده سانتا كروس، وهو
رجل عالم وخائف الله، وله معبور في كل سنة ثمانون ألف غرش، وأيضًا في هذا البلد ديورة
من جميع طوائف الرهبان.