وصف مكسيكو
ثم بعد يومين خرجت متوجهًا إلى بلد ميخيكو التي هي بعيدة من هذه البلدة نحو أربعة وعشرين فرسخًا، فوصلت إليها ودخلت إلى المدينة، ونزلت عند أحد أصحابي، كان معي مكتوب له من بلد واتيامالا؛ فقبلني بالعز والإكرام، فمن بعد يوم وقعتُ مريضًا وبقيت عشرة أيام في الفراش. وأما وزير هذه البلدة فكنت أحضرت له مكتوبًا من قريبه الوزير صاحبي الذي كان في البيروه، فبقي يرسل إلي حكماءهُ ليشرفوا علي، وبعد عشرة أيام تعافيت بعناية الله، وقمت زرت الوزير وزرت امرأته، فاستقبلاني بمحبة ووجه بشوش، وعرض علي الوزير أن أسكن عندهُ في السرايا؛ فاستكثرت بخيره وشكرت فضله على ذلك، وما أردت أنزل عندهُ بل استكريت لي بيتًا بثلاثمائة وستين غرشًا في السنة، واشتريت لي عربانة وبغالًا بستمائة وخمسين غرشًا، ثم ابتديت أروح أزور الأشراف، فزرت أولًا مطران البلد ثم زرت باقي الأعيان؛ فالمطران أعطاني دستورًا أن أقدس أينما اشتهى خاطري، وفي كل ليلة وقت المغرب كنت أروح ألقش «أتحدث» عند الوزير مقدار ساعتين وأرجع إلى بيتي. وأما هذا المكان فهو أرض واطية، وفي جانب هذه البلدة بحيرة ماء نابعة من الأرض، وفي بعض السنين أمطرت مطرًا زائدًا؛ فغرقت البلدة، وكثير من البيوت امتلأت ماءً وسقطت. وهذه الأرض ما لها أساس ثابت. وأيش تتكلم عن الكنائس التي في هذه البلدة، وعن شرف وحسن بنائها وزيادة غناها، وهو شيء لا يوصف؛ لأن في هذه البلدة ثلاثة ديورة لرهبان مار أفرنسيس وديرين لرهبان مار عبد الأحد وديرين لرهبان اليسوعية، وثلاثة ديورة لرهبان مار أغسطينوس، وديرين لرهبان المرسي، ومارستانات لمداواة المرضى، وسبعة عشر ديرًا للراهبات، وديرًا للرهبان الكرملتانيين، والكنيسة الكبيرة وغير كنائس أخر عديدة.