جزائر ماريان
ومن مدة خمسين سنة اكتشف أيضًا السبنيولية على جزيرة قريبة من فيلبيناس وفتحوها،
وكان
سكانها هنود عابدو الأصنام، فلما ملكوها نصَّروا وعمدوا أهاليها، وسموها على اسم الملكة
امرأة الملك فيلبه الرابع Philippe IV. وأم هذا الملك
كارلوس الثاني، وكان اسمها الملكة ماريانا ده
أووستريا Marie-anne d’Autriche التي هي أخت الإمبارادور ليوبولد؛ فجعلوا اسم تلك الجزيرة
إيزلا ده مارياناس Mariannes. ولما كنت أنا الحقير
في ميخيكو جاء مركب من فيليبيناس، وجاء معه راهبان من رهبان مار عبد الأحد، ومعهما عرض
حالات إلى سيدنا البابا. وهؤلاء الرهبان جاءوا معي إلى إسبانية في مركب واحد، حينئذٍ
أروني العرض حالات حتى أعينهم وأساعدهم عند سيدنا البابا، على المصيبة الذي قد صنعها
قضاة فيلبيناس مع مطران هذه البلدة، وهي أن المطران المذكور تخاصم مع الرهبان اليسوعية
وطلب منهم العشور؛ فما أطاعوهُ ولا أرادوا يؤدوا له ذلك،١ فبسبب هذا أحشوا عليه «كذا» قضاة البلد، فأرسلوا تحت الليل مسكوه وحطوه في
المركب، ونفوه إلى مكان بعد ثلاثين فرسخًا. وهذا المطران كان راهبًا من رهبان مار عبد
الأحد، ومات ذلك المطران في النفي كمثل مار يوحنا فم الذهب. فلما وصل هذان الراهبان إلى
رومية وعرضوا تلك العرض حالات المشتملة على هذه القضية إلى سيدنا البابا، وسمع البابا
تلك القباحة الردية، أرسل يعاتب ملك إسبانية على هذا الفعل الذي صنعه القضاة في ذلك
المطران، فلما علم الملك والديوان هذا الأمر أرسل إلى فيلبيناس وعزل أولئك القضاة من
وظائفهم ونفاهم وماتوا منفيين تحت الحرم.
١
يجهل الرحالة أن اليسوعيين وكثيرًا غيرهم من الرهبان معفون من أداء العشور
لرؤساء الأبرشيات، على أننا قلَّبنا كتب التاريخ فلم نجد ما ينطبق على قول صاحب
الرحلة، ولربما خلط بين حادثين، جرى الأول بين اليسوعيين في المكسيك وبين يوحنا
بالافوكس مطران بويلا ده لوس أنجلوس، وذلك قبل رحالتنا بأربعين سنة، فطلب
العشور من اليسوعيين فلم يرضوا، وحكم لهم الكرسي الرسولي. أمَّا بالافوكس
فابتعد عن مدينته، وزعم أن ذلك بإغراء المرسلين. وأخبار هذا الأمر طويلة «اطلب
تاريخ الرهبانية اليسوعية للمسيو كربتينوجولي المجلد ٤ الصفحة ٦٨ … إلخ». والثاني
بينهم وبين أرنان غربرو مطران مانيلا في الفيليبين، من معاصري صاحب المقالة،
وقد ذُكر في تاريخه أنه دعا كهنة مانيلا إلى اجتماع فاعتذر اليسوعيون؛ فغضب
المطران، ولكنه لم تطل مدة غضبه؛ فعذرهم وأعلن أسفه لما حدث، وعاد إلى ما كان
عليه من مصادقتهم «اطلب Historia delle Philipine p.
220 وكربتينوجولي المجلد ٥ الصفحة ٢٢ … إلخ».